في الوقت الذي يُظهر فيه الجار التركي موقفًا حازمًا ووفيًا تجاه القضية السورية، حيث لم يتوانَ عن دعم المعارضة السورية عسكريًا وسياسيًا، وتوفير ملاذ آمن لملايين السوريين، نجد أن الشقيقة الكبرى في اليمن تتعامل بمنطق مختلف تمامًا، أقرب إلى إدارة الصراع بدلًا من حله، وتمكين العدو بدلًا من محاربته.
في سوريا، وقفت تركيا بثبات مع قوى الثورة، دعمتها بالسلاح، ووفرت الحماية، وواجهت التنظيمات الإرهابية كداعش ونظام الأسد دون تردد. أما في اليمن، فالمعادلة مختلفة تمامًا؛ السعودية التي دخلت الحرب تحت شعار "استعادة الشرعية" هي ذاتها التي جردت الشرعية من كل أدواتها، وفتحت الأبواب لمليشيات الحوثي للتمدد والتفاوض وكسب الوقت.
بينما يتمنى السوريون اليوم أن تستمر تركيا في دعمهم حتى تحقيق أهداف ثورتهم، نجد اليمنيين يتحسرون على سوء حظهم في الجغرافيا، ويتمنون لو أن جارتهم الكبرى كانت تركيا بدلًا من دولة تُمارس عليهم الخديعة، وتُمكّن أعداءهم، وتتحكم في مصير بلدهم دون رؤية واضحة أو التزام صادق.
الفرق بين الجارين واضح:
تركيا تتعامل مع سوريا كقضية أمن قومي، وتسعى لحل الصراع بما يضمن مصالحها ومصالح السوريين معًا.
أما السعودية، فتتعامل مع اليمن كحقل تجارب سياسي، تدير أزماته وفق مصالحها الضيقة، وتتنازل للحوثيين أكثر مما تحاسبهم، رغم تصنيفهم كإرهابيين دوليين.

اليوم، وبعد كل هذا التلاعب، ما كان يزرعه "الأشقاء" في اليمن سيحصدونه في المملكة، أما نحن اليمنيين، فلم يعد أمامنا إلا لملمة الصفوف، واستعادة زمام المعركة نحو صنعاء، بعيدًا عن أوهام الدعم الإقليمي والدولي، فالنصر لن يأتي إلا بسواعدنا نحن!