;
سيف محمد الحاضري
سيف محمد الحاضري

البرهان والعليمي.. بين صلابة القرار وارتهان الإرادة 134

2025-02-18 10:54:18

في تصريح يحمل وضوحًا وحسمًا، خاطب قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، الجهات الدولية التي تسعى لفرض حلول سياسية في السودان، قائلاً:

shape3

"الشعب السوداني يرفض أي حلول خارجية، ولن يقبل أن تُفرض عليه حكومة، مثلما لن يقبل أن يُفرض عليه عبد الله حمدوك أو أي شخص آخر.

من يريد أن يحكم السودان، فليأتِ ويقاتل مع السودانيين، والأفضلية ستكون للذين يقاتلون الآن."

هذا الموقف، رغم كل ما يمكن أن يقال عن تعقيدات المشهد السوداني، يعكس بوضوح:

- تمسكًا بالسيادة الوطنية ورفضًا للوصاية الخارجية.

- ربط الشرعية بالنضال الوطني والتضحية، لا بالتوافقات المفروضة من الخارج.

- وضوح الرؤية السياسية والموقف القيادي الحاسم تجاه من يحاولون صناعة مستقبل السودان من خارج ميادين المواجهة.

العليمي... بؤس القيادة وارتهان القرار

على النقيض تمامًا، يقف رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، في مشهد يتسم بالهشاشة السياسية والارتهان الكامل لإملاءات الخارج.

فمنذ تسلمه قيادة المجلس، وهو غائب عن أرض المعركة، بعيد عن هموم الميدان، متنقل بين العواصم والفنادق، تاركًا البلاد في قبضة المليشيات والفوضى.

أوجه التباين العميق بين البرهان والعليمي:

عبد الفتاح البرهان:

- الموقف من السيادة الوطنية: يرفض أي حلول خارجية أو حكومات مفروضة.

- الموقف من القتال: يربط الشرعية بالقتال والتضحية من أجل الوطن.

- الموقف من المحاصصة: يشدد على أن السلطة لمن يقاتل من أجلها.

- التواجد الميداني: يقود المشهد من الداخل ويواجه المخاطر مباشرة.

- القرار السياسي: صاحب قرار سيادي يفرض إرادته رغم الضغوط الدولية.

رشاد العليمي:

- الموقف من السيادة الوطنية: ينفذ الإملاءات الخارجية دون مقاومة.

- الموقف من القتال: بعيد عن ساحة المعركة، متفرج على تضحيات الآخرين.

- الموقف من المحاصصة: يوزع المناصب على الهاربين من المعركة وأصحاب الولاءات.

- التواجد الميداني: يقيم خارج اليمن، منقطع عن الواقع الميداني.

- القرار السياسي: مستلب بالكامل للوصاية الخارجية

بين الحسم والاستسلام... أي نموذج تحتاجه اليمن؟

الفرق بين الرجلين ليس مجرد أسلوب قيادة، بل هو في جوهر الرؤية الوطنية والسياسية:

- البرهان، رغم تعقيدات المشهد السوداني، يضع معيارًا واضحًا للشرعية: "من يريد الحكم، فليحمله بسلاحه وصموده."

- أما العليمي، فيكرّس معيارًا بائسًا للسلطة: "المناصب لمن يملك الدعم الخارجي، لا لمن يضحي في الميدان."

لماذا يعاني اليمن من قيادة عاجزة؟

لأن القرار الوطني مفقود، والإرادة السياسية مرهونة، والشرعية مختطفة لصالح الحسابات الخارجية والمحاصصات الفئوية.

ما تحتاجه اليمن اليوم:

- قيادة تنبع شرعيتها من الميدان، لا من الفنادق.

- وحدة قرار سياسي يرتكز على التضحية، لا على التوافقات العابرة للحدود.

- رفض قاطع للمحاصصة التي تمنح المناصب للهاربين من ساحات القتال.

لن تستعيد اليمن سيادتها حتى تصبح الشرعية من حق من يحميها ويدافع عنها، لا من يتاجر بها من الخارج.

فالتاريخ لن يذكر من نال الشرعية بتوقيع السفراء، بل من خطها بالدم والصمود في الميدان.

إذا كان البرهان يقول: "من يريد أن يحكم السودان، فليأتِ إلى الميدان"، فاليمن تحتاج إلى قائد يقول:

"من يريد أن يحكم اليمن، فليكن صوته في المعركة وسلاحه في الميدان."

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد