;
أحمد عبد الملك المقرمي
أحمد عبد الملك المقرمي

من جديد: الجمهورية أو الموت 124

2025-02-18 10:53:58

 حين السلام والاستقرار تكون الدولة ـ في أي بلد من بلاد العالم ـ عليها كافة المسؤوليات، وتتحمل كل الأعباء وجميع التبعات؛ ودون أن يُعفَى الشعب ـ عامةـ من تحمل واجباته كمواطنين في أداء مهامهم المنوطة بهم شرعا ودستورا.

shape3

  واليوم، وفي هذه الظروف الاستثنائيّة؛ لايزال اليمـن واليمنيون ينشدون السلام والاستقرار الذي فقده اليمن منذ نكبة الانقلاب الغادر في يوم كارثي أسود هو يوم 21 سبتمبر.

  وفي مثل هذا الوضع الكارثي المزري، تبقى ـ أيضا ـ السلطة الشرعية في موقع المسؤولية؛ مع تعاظم هذه المسؤولية التي يجب أن يرتقي فيها كل مسؤول رسمي إلى مستوى التحدي الموَاجِة، والواجب المفروض، المنوط بكل فرد عبر كل مستويات سلم القيادات العليا مركزيا ومحليا، بحيث يصطف كل مسؤول من هؤلاء للإمساك بزمام المبادرة التي يجب عليهم جميعا أن يَعَظُّوا عليه، وأن يمضوا في أداء مهامهم بوتيرة تنافسية عالية، ودون تفريط.

  ومن يرى في نفسه ضعفا، أو أمامه صعوبة مانعة عن أداء الأمانة الملقاة على عاتقه فليعتذر عن مهامه؛ إذ من العار عليه أن يبقى في موقع المسؤولية بصورة موظف رسمي عاطل عن العمل!

  والشعب هنا غير مَعْفِي في أن يقوم بدوره المساند الفعال؛ بالمؤازرة، والمناصحة والمساعدة، وبذل المستطاع في كل مجالات العمل الميداني، ولكل واحد من أفراد الشعب ميدانه الذي يحسنه؛ مع تمايز بين شخص وآخر.

  وبمعني أوضح، يجب أن يصبح الشعب كله مقاومة شعبية، ولو بشـق تمرة، أو درهــم من الدراهم التي تسبـق مائة ألف درهم، أو كلمة حق في توعية إعلامية، أو إرشادية؛ ناهيك عمن يمتشق بندقيته ببسالة، ويســارع ملبيـا نداء: يا خيل الله اركبي.

  في حرب الدفاع عن الثورة والجمهورية، بعد ثورة 26 سبتمبر المجيدة، لم تقف السلطة الشرعية، أو الدولة وحدها، بل كان الشعب معها جنبا إلى جنب منذ اللحظة الأولى للطوفان، أقصد للثورة.

  وهكذا هو موقف الشعب اليمني الأبي اليوم، الذي يقاوم بكل قوة وصلابة وثبات المشروع الإمامي الحوثي.

  ففي معركة الدفـــــاع عن الثـورة والجمهـورية ظل الشعب تحت مسمّى المقـــــاومة الشـــــــــــــــعبية يؤدي دورا، واضح المعالم، واضح الخطوات، واضح الأثر، وعظيم التأثير وتَوّج مواقفه يوم إسقاط حصار صنعاء، المعروف باسم حصار السبعين، الذي أعاد فيه الشعب اليمني سيرته الأولى، فهب من جديد للمشاركة في فك الحصار، كما هب يوم فجر ثورة سبتمبر من كل أنحاء اليمن الكبير؛ ليقف جنبا إلى جنب في ميادين التضحية والفداء.

  لم يتنكر أحد لثورة سبتمبر، ولا زعم أحد أنها حرب عبثية، ولا (بقبق) إنسان مولولا أن الحاضنة تتآكل... حتى لقد قال قائل المقاومة الشعبية والرسمية ـ حينها ـ في الانتصار للثورة والجمهورية: الجمهورية أو الموت!!

  ولم يكن مجرد شعار يتشدق به مسؤول، أو يثرثر به شخص عابر، بل كان شعار الجميع، شعب وسلطة.

 واليوم شعار الجميع، والذي يجب أن يُرفع بصدق و نية: كلنا مقاومة.

  فلتكن السلطة الشرعية العليا اليوم عند مستوى المسؤولية، ومستوى التحدي، ولتفتح صفحة الجمهـورية أو الموت، وليكن الانتصار للحق والحرية وإسقاط المشروع السلالي الحوثي هو الهدف، والدوران حيث تدور الثورة والجمهورية، لا حول الذات، ولا المصـالح الشخصية، أو المنافع الجهوية، أو العائلية. والدوران حول الثـورة والجمهـورية؛ هو الدوران حول الحق والعدل والحرية.

  وحتما، لا بد أن يكون الشـــــعب عند نفس المستــــوى من التحدي، والعزم والنية؛ مصطفا، ومساندا للسلطة الشرعية، وداعما، ومشاركا بكل فئاته، وألا يتخلى عنها فيزيدها ضعفا، خبالا، وأن يتوجه الإعلام بالتركيز في كشف وتفنيد ممارسات المشروع السلالي المرتهن لإيران، حيث كان هو السبب فيما وصلنا إليه، وأما المبالغة في جلد الذات: سخرية، أو تشكيكا، أو تَنَدُّرا، فإنه لا يفيد الثورة والجمهورية، وإنما يفيد بكل تأكيد المشروع الظلامي، وهو الحوثي.

  وهنا لا نقصد عدم النقد البناء، والنصح والتنبيه لمخاطر الفساد، أو التعامل ببطء، وسلبية من قبل الشرعية، ولكن المقصود ألا يحولنا السخط، أو يجرنا الخصم إلى مواجهة بعضنا، لتكون الفائدة خالصة للمجرم الأفّاك؛ وهو الحوثي.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد