كانت كلمة الأستاذ عبدالله النعمان، أمين عام التجمع الوحدوي الناصري، في منتدى اليمن الدولي، الأكثر وضوحًا وواقعية في توصيف حالة الفشل التي تعيشها اليمن.

أشار النعمان إلى أن المجلس الرئاسي جاء نتيجة "أغرب انقلاب في التاريخ"، لكن الأهم في حديثه كان تأكيده على فشل مجلس القيادة الرئاسي في تحقيق أهدافه.
هذا الاعتراف بالفشل، لم يقتصر على النعمان وحده، بل جاء متطابقًا مع ما أكده الأستاذ عبدالرزاق الهجري، القائم بأعمال أمين عام التجمع اليمني للإصلاح، بشأن إخفاق المجلس في تحقيق مهامه الأساسية.
ما يميّز حديث النعمان هو تطرقه لنقطة بالغة الأهمية، وهي أن فشل مجلس القيادة في استعادة الدولة يفقده شرعيته، وهي إشارة محورية باتت اليوم مفصلية في تحديد مستقبل القضية اليمنية، التي تتمثل في استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.
إن تطابق القناعات بين القوى السياسية واعترافها الجماعي بفشل مجلس القيادة، يضعها أمام مسؤولية البحث عن آلية للانتقال من مربع الفشل إلى مربع العمل السياسي الفعّال وفق استراتيجية موحدة.
ورغم أن الواقع الإقليمي والدولي، مع عودة الحرب وتفاقم المتغيرات، قد يكون أسرع من الوقت المتاح أمام القوى السياسية للبحث عن آليات انتقال، فإن مسؤوليتها باتت مضاعفة.
عليها إدارة المشهد الداخلي وفق المستجدات، التي باتت بوادر عودة الحرب فيها واقعًا ملموسًا، إضافة إلى مخاطر الانهيار الاقتصادي، مع العمل بالتوازي على إيجاد آلية انتقال سياسي تخرج البلاد من مربع الفشل.
ورغم صعوبة المرحلة وتعقيدات المشهد، مع غموض موقف الرعاة الإقليميين، وخاصة المملكة العربية السعودية، فإن القوى السياسية أمام طريق إجباري عنوانه:
•• المصارحة المطلقة مع الأشقاء السعوديين
هذه المصارحة يجب أن تهدف إلى الخروج برؤية موحدة لليمن، قائمة على قاعدة المصالح المتبادلة، حتى وإن كانت الغلبة فيها للمصالح السعودية.
أما إذا فشلت المصارحة في الوصول إلى توافق، فعلى القوى السياسية الخروج منها برؤية يمنية مستقلة لإدارة المشهد، عبر توسيع دائرة العلاقات الاستراتيجية إقليميًا ودوليًا وفق ما تمليه مصلحة اليمن، وعلى رأسها:
- إنهاء الانقلاب الإيراني عبر أدواته (مليشيات الحوثي).
- استعادة الدولة اليمنية.
•• نحو أرضية توافقية لمشهد انتقالي جديد
الوصول إلى قناعات موحدة بين كل مكونات الشرعية، بما فيها المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية، سيمثل أرضية صلبة للتفاهم على مشهد انتقالي جديد يطوي صفحة المجلس الرئاسي الحالي.
•• خيار واقعي في ظل الانسداد السياسي
قد يكون أكثر الخيارات واقعية، في ظل الانسداد الحالي، هو التراجع خطوة للخلف نحو الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي، باعتباره آخر رئيس توافقي حظي بشرعية محلية ودولية.
هذا الخيار، رغم تعقيداته، قد يوفر فرصة لإعادة ترتيب البيت الداخلي للشرعية، وفتح مسار جديد يعيد توحيد القوى الوطنية تحت مظلة مشتركة لتحقيق الهدف الأسمى: استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب.