;
أحمد حوذان
أحمد حوذان

القردعي: شجاعةٌ صنعت تاريخًا 430

2025-02-17 04:00:16

تحتل الشخصيات التاريخية مكانة بارزة في تشكيل هوية الأمم وتحقيق تطلعاتها ومن العوامل الأساسية التي تشكل الوعي الجماعي للأمم. ومن بين هذه الشخصيات يبرز الشيخ علي ناصر القردعي كواحد من أعلام اليمن التاريخيين، الذين كان لهم دور مؤثر في مسار الأحداث السياسية والاجتماعية في البلاد.

 ويعد القردعي أحد هذه الشخصيات التي لعبت دورًا محوريًا في تشكيل هوية اليمن التاريخية. في ظل نظام الإمامة الذي فرض هيمنته على اليمن لعقود طويلة، وقف القردعي كرمز للمقاومة والصمود، برزت إرادته القوية وقدرته على تحدي الظلم والطغيان.

سأتحدث اليوم عن هذه الشخصية العريقة التي رسمت ملامح اليمن التاريخية وانتزعت حكم الإمامة.

الشيخ علي ناصر القردعي هو واحد من الشخصيات التاريخية الهامة في اليمن، وله دور بارز في تاريخ اليمن المعاصر وتأثيره قد يظل حاضرا حتى في زمننا هذا.

shape3

وُلد القردعي في أسرة تنتمي إلى القبائل المرادية، وبرز كشخصية قيادية تتمتع بصفات الشجاعة والإقدام، ما أهله ليكون أحد قادة ثورة الدستور اليمنية عام 1948.

عانت اليمن عبر تاريخها من المآسي والقهر بسبب حكام الإمامة الذين استبدوا بالسلطة وحرموها من حريتها. لقد كانت تلك الحقبة مظلمة على جميع الأصعدة، حيث غابت حقوق الإنسان وكرامته، ولعبت الإمامة دورًا في طمس حقائق تاريخية هامة. ومع ذلك، أظهر القردعي شجاعة نادرة في مواجهة الغطرسة الإمامية، وكان له الدور البارز في استعادة الأمل للعديد من اليمنيين الذين تذوقوا مرارة العبودية.

هذه الشخصية التي غيبها التاريخ كمرجع رئيسي للمرحلة الدراسية للجيل الناشيئ الذي لم يعرف سجلات احداث التاريخ غيبته الامامة التي تمشي في الظل المتخفي وترسم ملامح اليمن كيف تشاء بعد ان رأت سقوطها للأبد آنذاك فعادت لثوب الجمهورية ممارسة التقية كسلاح أبدي استعطافي لليمنيين غيبت كل إساءة عن تاريخ اجدادها وكل انتصار على الامامة فتناسى اليمانيون ماحل بهم من قهر وظلم.

لنعود لشخصية القردعي الثائر الذي لم يكن الا في كتب الاجتهاد الشخصية برزت دوره ومكانته وها نحن اليوم في الذكرى السابعة والسبعين نستلهم

ونتذكر تاريخ هذا الرجل الشجاع الذي زلزل طاغية كان جبروتا جاثما على جباه اليمنيين .

رسم الخطة القردعية

لقد أدرك القردعي أن التغيير يحتاج إلى تخطيط واستراتيجية وفهم عميق للأوضاع السياسية والاجتماعية. لذلك، رسم خطة مبتكرة لجعل صوت اليمنيين مسموعًا في زمن كان فيه الصوت الواحد طاغياً. كانت خطته القردعية تركز على تعزيز الوعي الثوري بين أبناء المجتمع وتحفيزهم على اتخاذ موقف فعال ضد الظلم. وهذا ما مهد الطريق لمولد الجمهورية، وأعاد لليمنيين كرامتهم المفقودة.

يعد اغتيال الإمام يحيى حميد الدين من أبرز أحداث الثورة، حيث خطط الشيخ القردعي بعناية لتنفيذ هذا العملية التي كانت تحمل دلالات سياسية عميقة. ففي يوم السابع عشر من فبراير عام 1948، استطاع القردعي أن ينصب كمينًا محكمًا للإمام يحيى، والذي كان يحكم اليمن بسلطة استبدادية، حيث أطلق عليه النار، مما أدى إلى مقتله. هذه الحادثة لم تكن مجرد اغتيال سياسي، بل كانت بداية تحول جذري في تاريخ اليمن، إذ فتحت الباب أمام حراك شعبي أكبر وأصبح لها تأثير طويل الأمد على مسار الأحداث في البلاد.

بينما عُرفت ثورة الدستور بالمطالب الوطنية الضاغطة من أجل العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، كان للقردعي دور بارز في التعبئة الشعبية وتوحيد جهود الثوار. ومع ذلك، كانت الثورة تواجه تحديات جسيمة، خاصة من قوى تقليدية تحاول الحفاظ على الوضع القائم. استطاع الشيخ القردعي أن يكون صوتًا للمعارضين وأن يعبر عن آمال اليمنيين في الحرية والاستقلال. ولكن، رغم إنجازات الثورة وأثرها الإيجابي، لم تخلُ المسيرة من التعقيدات والمآسي.

إن تأثير الشيخ علي ناصر القردعي لا يقتصر على زمنه، بل يستمر حتى الآن، حيث يُعتبر رمزًا للمقاومة والنضال من أجل الحرية. تتجلى قيمه في النزاهة والعدالة التي يسعى إليها جيل الشباب اليوم، مما يضيف بعدًا جديدًا لتاريخ النضال اليمني. ويوجد تأثير القردعي أيضًا في الأدب والشعر، إذ كان شاعرًا، وهذا ما جعل أعماله تنتقل عبر الأجيال كمصدر إلهام لكثير من الأفراد الذين يسعون لتحقيق العدالة والتغيير الاجتماعي.

من خلال الدور التاريخي للشيخ علي ناصر القردعي، ندرك أن الشخصيات الوطنية يمكن أن تظل محورية في ذاكرتنا الجماعية، وأن تأثيرهم قد يظل حاضرًا حتى في الأزمات المعاصرة التي يواجهها الوطن. يستمر الإرث الذي خلفه القردعي كرمز للشجاعة والصمود في وجه الظلم ويعكس آمال اليمنيين في مستقبل أفضل.

وفي الذكرى السابعة والسبعين لهذا البطل الشجاع، نستذكر كيف أن القردعي لم يكن مجرد ثائر عادي، بل كان رمزا لحقبة جديدة تخلت فيها اليمن عن عباءة الاستبداد. لقد زلزل نظام الإمامة بجرأته، وأسهم في نضال الشعب اليمني من أجل الحرية. لكن ما يعنينا اليوم هو كيف يمكننا استلهام دروس تلك الثورة في مواجهة التحديات الراهنة.

إن غياب الكثير من هذه الشخصيات المهيبة من المناهج الدراسية والأساسية التي يتلقاها الجيل الناشئ يعد جريمة بحق التاريخ. يجب أن نعمل على إعادة توجيه الأنظار نحو هذه الشخصيات الفاعلة، مثل القردعي، لنغرس في نفوس الأجيال القادمة أهمية المقاومة والنضال من أجل الحقوق والحرية. إن جمال التاريخ يكمن في تذكّر هؤلاء الأبطال الذين أبلوا بلاءً حسنًا في أصعب الأوقات.

الخلاصة أننا مدعوون اليوم، ونحن نستذكر القردعي، إلى مواجهة التحديات المعاصرة بشجاعة وإصرار. يجب علينا أن نعزز من روح المقاومة في نفوس الشباب، ليكونوا هم الحماة اللاحقون لتاريخهم وماضيهم المجيد. إن إحياء ذكرى القردعي لا يعني فقط استذكار الإنجازات، بل يتطلب أيضًا الفهم الأعمق لضرورة العمل من أجل وطن حر، بعيد عن الظلم والتغاضي عن التاريخ.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد