;
علي محمود يامن
علي محمود يامن

الإرهاب الحوثي.. الخلفية العقائدية والفكرية 402

2024-03-30 05:05:23

يمثل الإرهاب ظاهرة عالمية عابرة للحدود والقوميات والديانات والطوائف ولا تكاد تخلوا منه أي حقبة تاريخية عبر الزمن أو تنجوا منه جغرافيا على امتداد المعمورة وإن بلغت من التحصين منتهاه لأن ظاهرة العنف ملازمة للوجود البشري منذ اختلاف ابني آدم عليه السلام.

وتتعدد مفاهيمه ومدلولاته بين الدول والمنظمات والجماعات وفقاً للمعتقدات المجتمعية وللمنطلقات السياسية والتوجهات الأيديولوجية والخلفيات الفكرية والموجهات الحاكمة التي ترتكز عليها قرارات وتوجهات وفهم هذه الجهة أو تلك والمرتبطة بالحفاظ على المصالح أو درأ المخاطر أو توظيف السياسات أو إسقاط المجتمعات لمعتقداتها الخاطئة في استجلاب العنف والتبرير للجريمة فتلتقي في وحدة المفهوم وتختلف أو تتعدد وفقا لتلك المرتكزات، إلا أن ذلك التعدد في المفهوم والمختلف في الدوافع لم يجتمع ويتركز في الشمول الإرهابي لجماعة واحدة كجماعة على إرهاب فكر وسلوك وممارسات ووسائل وشمول الاستهداف للدولة والمجتمع والإقليم من قِبل منظومة الإرهاب الشاملة لجماعة الحوثي الإرهابية الذراع القذر للنظام الإيراني في الجزيرة العربية والخنجر المسموم في خاصرة الأمن القومي العربي.

هذه الجماعة المليشيات الإرهابية التي حوت كل جوانب الإرهاب فكرا وسلوكا وممارسة واعتقاد وهو ما سنوجزه في هذه الإطلالة :

shape3

إذ ترتكز العقيدة الحوثية على نظرية الاصطفاء الإلهي، وجعل الإمامة موازية للتوحيد، وواحدة من أصول العقيدة الخمسة، وحصرها بشقيها السياسي والديني في البطنيين، وجعل لها 14 شرطا ملزما. وهو كما حرم الاجتهاد في المسائل الأصولية، ومنها الإمامة؛ لأنها شرعية، ولا مجال فيها للدليل العقلي وهذه الأرضية الفكرية والمنطلقات العقائدية التي ترتكز عليها الأفعال الإرهابية لهذه الجماعة تنطلق من جذور عنصرية مفرطة في التعصب قائمة على التميز العرقي والاستعلاء المعتمد على النسب والتميز على كل بقية البشر وحصر الخيرية في أسرة واحدة تدعي الانتساب إلى الرسول الكريم صل الله عليه وسلم التي تعتقد وتؤمن بجملة من الأفكار التي ترى أن الحق في الحياة والسيادة والسلطة والثروة حق حصري لها دون غيرها من البشر اختصها الله تعالى به وأمر عباده به عبادةً وطاعةً وأن من يخالفها هذا المعتقد هو إما منافق أو مداهن دون إيمان بخزعبلات الجماعة أو كافر صريح، وهذه المعتقدات الكهنوتية تتلخص في الآتي :

١- تستند الحركة الحوثية على الفكر الزيدي الجارودي في فرض الحق الحصري في السلطة استنادا إلى مبدأ الإمامة والولاية كنظرية سياسية تعد أهم أركان الدين فيما تعتقد هذه الجماعة وتجبر المجتمع على الإيمان بهذا المعتقد والالتزام به وأن منكره كافرا لنكرانه أصلا من أصول الدين بل أهمها ومحورها الذي يقتضي بوجوب الإمامة في البطينين وأن الإمام يجب أن يكون علويا فاطميا بشروط حدود المذهب الزيدي الجارودي الذي هو مذهب سياسي يعسكر اتباعه لنصرة الإمام العلوي الفاطمي الذي يمثل سلطان الله في الأرض.

وهكذا فعل أسلافهم وباسم الدين المزيف والولاية خدع الأئمة أنصارهم، وما يزال اليمن واليمنيون يكتوون بنـار مذهبهم العنصري، ولعنة ولايتهم، ولأن الفكر الكهنوتي لا يجابه إلا بالفكر العقلاني، وجب علينا جميعا نقد كل ما هو سلبي في موروثنا المثقل بالدم والصراعات، وفضح وتعرية أرباب التجارة بالأديان، أينما كانوا، وحيثما حلوا، واستشعار أنّ الله الرحمن الرحيم لا يمكن أن يعطينا – كما قال ابن رشد – عقولًا، ويعطينا شرائع مُخالفة لها. باحثون كثـر تـصـدوا لذلك الفكر المنحرف، وعـروه بموضوعية.

٢- حصر فهم الدين وتأويل النص الشرعي من الكتاب والسنة النبوية بما يسمونهم أعلام الهدى وأئمة الأمة المنحدرين من النسب الهاشمي العلوي والذين يعتبرون أنهم حصرا وكلاء الله في الأرض والواسطة بين الله والعباد والذي لا يحق لغيرهم الاجتهاد ولا يجوز لسواهم تفسير الدين فهم العترة التي أوصى النبي صل الله عليه وسلم بحسب زعمهم أنهم قُرنا القرآن ومصدر التشريع وضل الله في الأرض وذلك زيف لم يسبقهم إليه أحد في كل الشرائع والأديان.

إذ إن العقل وهو مناطق التكليف وركيزة المسؤولية هو هبة ربانية أعطاها الله جلت قدرته لكل البشر وبه كلف الله البشر بعمارة الأرض والاستخلاف على المعمورة وبه يعرف الله تعالى وبه يعبد وهو قناة الفهم للنص الشرعي ولكل العلوم على وجه الأرض فالعقل هو سر الله في اكتشاف المنظور وقراءة المنصوص من وحي الله الكريم.

٣- الاستحواذ على ثروات وأموال الأمة من خلال خلق تمايز اقتصادي والاستئثار بثروات الأمة دون حق أو جهد أو نشاط من خلال تخصيص الخمس من الدخل القومي للأمة لآل البيت المحصورين عندهم بالهاشميين دون سواهم من الأمة والاستئثار بثروات الأمة دون جهد كعبادة واجبة على الأمة لا يصح الدين إلا بها لتتركز بأيديهم الثروة وتتحول الأمة إلى مستأجرين ومستخدمين لدى هذه الفئة التي حولت الدين إلى شركة عائلية واختزلت دور النبي صل الله عليه وسلم من رسول يحمل الرحمة للعالمين إلى رب أسرة جاء لتحويل البشرية إلى مستخدمين لتحسين أوضاع بني هاشم وتأمين مستقبل أجيالهم المتعاقبة.

٤ - صناعة تمايز طبقي وتقسيم الأمة على أساس طبقي يتفاوت في المكانة والمستوى والحقوق والواجبات وخلق أفضلية دينية وتميز اجتماعي داخل الأمة الإسلامية لفئة الهاشمين دون سواهم كمرتبة اجتماعية وسياسية أعلى في المجتمعات الإسلامية وتميز قائم على العرق والسلالة والنسب وإظهار هذا التميز في كل مظاهر الحياة من المكانة والملبس وتصدر المجالس وغيرها من المميزات التي لا تحق إلا لسواهم ويستمر ذلك حتى بعد الموت من إقامة الأضرحة والقباب والمراقد لهم في قبورهم والتمسح عند مقابرهم ونذر النذور وطلب الشفاء وقضاء الحاجات من موتاهم وهو ما يناقض جوهر الدين في العدالة والمساواة ويتنافى مع العشرات من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهوة قال تعالى: ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) الحجرات آية13.

٥- ترتكز العقيدة الحوثية الشيعية على مشروع إقليمي قائم على سيطرة الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة كهدف استراتيجي مستقبلي وكمنطلق حتمي ولازم للسيطرة على الجزيرة العربية والالتحام بالمشروع الشيعي للسيطرة على العالم الإسلامي وإدارة المقدسات الإسلامية كمشروعية جغرافية لقيادة العالم الإسلامي والزم المسلمين بإقامة الشعائر والعبادات والعقائد وفقاً لرؤية الشيعة وانحرافاتهم وبدعهم المخالفة للدين والاستعداد لخروج الإمام العسكري أحد أهم أصول العقيدة الشيعية السياسية والتي تجرى التحضيرات لها بزيادة المظلومية وسفك الدماء كشرط لازم لخروج ما يسمونه أمام الزمان الإمام الاثني عشر وهو ذاته المهدي المنتظر .

وختاما :-

فإن الإرهاب الحوثي يستند على الكهنوت الديني المزيف واستخدام الدين كرافعة لمشروعة الظالم المستبد المتطرف والذي قام بتطويره الصريع / حسين بدر الدين الحوثي زعيم الحركة الذي استنسخ فكرة ولاية الفقيه في إيران إلى فكرة العلم وهو الذي يمثل آل البيت حصرا واحتكرها في وصية والده الكاهن بدر الدين الحوثي في نفسه وأولاده من بعده وهي القيادة العليا للبلاد الذي تحتكر القرار وأن الدولة تابعة للعلم وأجهزة إدارية منفذة لتوجيهاته وقدم ملازم كتبها بخط يده يلزم بها اتباعه وكل من يقع تحت سلطته ويقدمها في العلم والفهم على كتاب الله عزو جل .

ونحتاج مع هذا المشروع الكهنوتي المستبد إلى، نسف خرافة الاصطفاء الإلهي، وأن نظرية اختيار الحاكم في الإسلام قد شوهت منذ وقت مبكر، ففي الوقت الذي أرادها الله سبحانه أن تكون محط اهتمام المسلمين بشكل عام، ورفض كل من يدعون أنهم يمتلكـون حـق احتكار العلـم والحكم، معتبرين فكرهم بأنه نوع من الإفلاس، وتوظيف لطموح سلطوي، يكذب فيه على الله ورسوله، وأن آل البيت بالمصطلح السياسي هو الذي يستند عليه الفكر الشيعي الذي أحدث صرعات كارثية دفعت فيها الأمة الإسلامية أثمانا باهظة أغلاها أنهار من الدماء واستلاب حضاري لقرون عطلت فيها أدوار الأمة الحضارية والعمرانية والمساهمة في التطور الإنساني.

والله من وراء القصد ...

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد