;
أحمد عبدالملك المقرمي
أحمد عبدالملك المقرمي

فبراير المورق وانقلاب الحوثي المحرق! 414

2024-02-08 10:16:49

 

  في أي بلد من البلدان، تفرض بعض الأحداث حضورها حتى أنها تستعصي على النسيان، وتتحدى عوامل التعرية، مهما حاول البعض إثارة الدخان لحجبها عن الأنظار، أو محوها من أن تأخذ مكانها في صفحات التاريخ.

shape3

 ثورة الأحرار عام 1948م. ضد الإمامة الكهنوتية- مثلا - حاولت الإمامة طمرها بقتل ثوارها، والتنكيل بأحرارها لعلها تمحو آثارها، لكنها برغم انتكاستها بقيت تؤتي أُكلها، حيث كانت قد دقت مسمارها في نعش إمامة بيت حميد الدين، فأسقطتها ثورة 26 سبتمبر المجيدة.

  حينما تطل ذكرى 11 فبراير، يقفز الساخطون ويبرز نواح بعض الموتورين، وتباكي بعض المنتفعين، مع معرفتهم تمام المعرفة، بأنها جمعت، وأصلحت، وأفضت إلى نتائج مُوْرِقَة حققت وفــاقا واتفــاقا جعل الجميع يقفون على أرضية واحدة، ومائدة كرسي حكم مشترك، وحصانة وعفوا وتسامحا، ومؤتمر حوار نتج عنه خارطة طريق تضع السلطة متاحة للأمة بعيدة عن مزاعم كهنوت الحق الإلهي، أو التعامل معها كتركة تورَّث.

  كان على المتباكين أن يقارنوا بين فبراير المورق الذي أورق حصانة وتسامحا، وشراكة، واستقرار الحياة المعيشية، وثبات الأسعار، وتحسن قيمة الريال.. إلخ. وبين 21 سبتمبر المحرق، الذي تنكر، ومكر، وفكر وقتل، وأقصى، وأبعد.. إلخ.

  لماذا يصر البعض على التقليل من شأن ثورة فبراير حيث اتفاق تم، ووفاق جرى، وتصالح تحقّق؛ في حين يديرون ظهورهم، ويَصُمُّون آذانهم، ويلغون عقولهم، ويغيبون عن واقعهم المر، والمزري الذي نكبهم به انقلاب 21 سبتمبر؟ بل ونكب اليمن واليمنيين أجمعين.

  إن تربص المشروع الإيراني، والمخطط الاستعماري، وسوء تقدير الحسابات البلهاء، كلها خدمت المشروع الإيراني مجانا، وقدمت اليمن ببلاهة مفجعة ومخزية لإيران، يوم أن دعموا ذلك الانقلاب الكارثة؛ نكبة 21 سبتمبر المُحٰرِقة.

  لقد زَجّت نكبة 21 سبتمبر البلاد في حرب لم تزل قائمة، كما نهبت موارد البلاد، مزقت الوطن، تبنت مزاعم خرافية، ونبشت أمراض الطائفية، وأشهرت نزعة الاستعلاء، وراحت تدعي ملكية الوطن، وتملك المواطن، وادّعاء التسيد على الشعب.

   جهارا نهارا تدّعي عصابة21سبتمبر الحوثية أن منتسبيها سادة، وأنها متميزة خلْقا، وعِرقا، وطينة، وأن سائر اليمنيين مجرد عبيد، يتوجب عليهم فرض الشكر والثناء للسادة الأدعياء على ما تفضلت به السلالة أنها قبلت منهم هذه العبودية ...!!

  ويخاطبونك باستعلاء، ثم يَمُنّون عليك بلسان الحال، والمقال، قائلين: أنت تنعم بعبودية، فما قيمة المرتب إلى جوار عبوديتك للسيد! ما حاجتك للحرية؟ وأنت تنعم بالتمسح بسلالة تنال السماء بأنسابها. ما حاجتك للكرامة؟ وأفضل كرامة أن تنعم بتقبيل ركب السلالة الحوثية؟ ما حاجتك، للعلم، ما حاجتك للحياة... وأنت في الأصل قد نلت أعلى الدرجات بالعبودية للسلالة الحوثية ...!!

  ومع كل المساوئ، والذل، والحرمان، والظلم، والتكبر والتجبر والتعالي للسلالة الحوثية، وليدة 21 سبتمبر الكارثة، والجريمة، والبلوى؛ تأتي النفوس المريضة، والعقليات البلهاء الساذجة، لتردد ما يردده الموتورون وليقف بك عند فبراير الذي أوْرَق نتائج وحقق منجزات، ووفاقا، فيحيل كل ما جرى عليه، ويصمت صمت الذل والمسكنة عن نكبة وجريمة، وكارثة 21 سبتمبر المشؤوم التي هي أساس كل مصيبة، وأصل كل ما جرى ويجري منذ 21 سبتمبر النكبة والكارثة.

* الصحوة نت

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد