بينما شعوب العالم على اختلاف دياناتهم وثقافاتهم يهتفون لفلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني وينددون بجرائم الاحتلال في غزة..

تسعى آلة الإعلام الغربية لإظهار إيران وأذرعها في المنطقة كخط الدفاع الأول عن غزه والقدس والمقدسات وتلميعها بتلك البروبغندا للشارع العربي..

فيما التصريحات الرسمية تقول إن إيران العدو الأول لأمريكا والغرب..

وهذه البروباغندا بالنسبة لدول الغرب هي من ثوابت أجندتها (الشيعة هم الحليف الصادق للغرب في الشرق الأوسط).. بحسب ما نشرته النيويورك تايمز عن تصريحات لرئيس الموساد الأسبق معللا ذلك أن (تقارب وجهات النظر وواحدية الغاية في القضاء على الإسلام المعتدل والتحركات الداعية لذلك). 

ومن باب السخرية فقد تهكم ساخرا (أيهما أفضل إسلاما قائما على الفتنة والخرافة والاقتتال على أحداث مر عليها 1400عام أم إسلام يدعو إلى توحيد المسلمين واستعادة أمجادهم والذي مقابله لا إسرائيل ولا أسطول خامس ولا قواعد أمريكية في الشرق الأوسط).

وهذا هو ما تعمل عليه دول الغرب بكل قوتها.. تسليم الشرق الأوسط لإيران وأذرعها في المنطقة. ولعل ما قد ينعش ذاكرة القارئ..

كيف استماتت أمريكا ودول الغرب واختلقت الأعذار لاحتلال وتدمير العراق وتحييده عسكريا ومن ثم سلمته لطهران في أضعف حالاته..

فلم تدخل إيران العراق بجيشها ولكنها أصبحت الحاكم للعراق والمتحكم بكل خيراته ومن خلال ميليشياتها وما يسمى بالمرجعيات والحوزات..

وفي المقابل اكتفى الجانب الغربي بحصته اليومية من نفط العراق، تاركا لإيران حرية القتل والإبادة وتشريد معارضيها.. بل والتوسع في المنطقة من جانب ومن جانب تصويرها قوة غير مقدور عليها وجعلها مصدر تهديد لبقية الدول العربية..

لكي تذكي بذلك أسواق السلاح والتسلح والذي مصدره الوحيد والمسموح به.. دول الغرب..

فمن جهة هي من تدعم إيران بنفط العراق وإيرادات سوريا ولبنان وشمال اليمن.. ومن جهة أخرى تظهرها بأنها العدو المتربص بالدول العربية لا سيما الخليجية وخيراتها وأن أمريكا هي الوحيدة القادرة على لجمها وكبح جماحها..

الأمر الذي يدفع دول الخليج للمضي مغمضة العينين خلف الولايات المتحدة وسياستها أيا كانت...

ولعل حرب اليمن مثلا واضحا لذلك... فبينما كانت قوات الشرعية المدعومة من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على وشك القضاء على مشروع إيراني آخر وتطهير اليمن من مليشيات الحوثي..

تدخلت دول الغرب بكل ثقلها لوقف ذلك التقدم.. وقد أظهر ذلك التدخل عمق العلاقة وقوتها ومستوى التخادم الفاضح..

وكيف أن إيران والغرب شركاء الاحتلال والتوسع والقتل والتدمير.. ولن يسمح الغرب بالقضاء على أيا من مليشيات إيران في المنطقة..

وذلك لما تحققه إيران في البلاد العربية والإسلامية من غاية باسم الإسلام.. لن تستطيع دول الغرب تحقيقها بكل عدتها وعتادها..

وهي انتزاع الإسلام الوسطى المعتدل.. من خلال إنشاء جيل.. مشوه عقائديا ..

يؤمن بمحمد -صلى الله عليه وسلم-.. ولا يؤمن بما جاء عنه.. ويسب ويلعن زوجاته وأصحابه...

يشهد بأركان الإسلام ويعتقد أن الحج إلى كربلاء أفضل منه إلى مكة..

يؤمن بأن جبريل نزل بالقرآن ويقدح في جبريل ولا يأخذ من القرآن إلا ما يتوافق مع أهدافه.

يلزم المرأة بالحجاب ويأمرها بالمتعة.

جيل.. يرى أن قتال المسلمين للمسلمين من أفضل الواجبات بل أؤكدها. جيل.. ليس له من الإسلام إلا اسمه.

وهذا هو ما أبدعت فيه إيران بدعم ومباركة غربية.