مضيق " باب المندب " بحراً إقليمياً يمنياً سيادتنا عليه ثابتة وفقا لقواعد القانون الدولي أثناء السلم وأثناء الحرب، والعالم كله معترف لنا بهذه الحقوق السيادية.
وكيمنيون يجب علينا أن ندرك مهما كانت خلافاتنا السياسية الداخلية أهمية هذا المضيق، وأن لا نفرط أبدا بسيادتنا على مياهنا الإقليمية وجزرنا البحرية وجرفنا القاري ومنطقتنا الاقتصادية الخالصة سواء في البحر الأحمر أو مضيق " باب المندب " أو خليج عدن أو في بحر العرب لأن أمننا القومي اليمني بكل أبعاده السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية والاستراتيجية مرتبط ارتباطا وثيقا بها، وحمايتها واجب وطني على جميع اليمنيين لأننا بذلك نحمي الأمن القومي لليمن أرضاً وشعباً.
هذا أولا وثانيا: لأن الشعب اليمني يؤمن بأنه جزء لا يتجزأ من أمته العربية والإسلامية كما جاء في نص المادة رقم (1) في الدستور اليمني: (الجمهورية اليمنية دولة عربية إسلامية مستقلة ذات سيادة، وهي وحدة لا تتجزأ ولا يجوز التنازل عن أي جزءٍ منها، والشعب اليمني جزء من الأمة العربية والإسلامية).
ولذلك فإننا في اليمن معنيين بحماية أمننا القومي اليمني والأمن القومي العربي والإسلامي أيضا، وإن لم نقم بتلك المهمة فنحن نخون يمننا ونخون أمتنا العربية والإسلامية، لأن الغاية من نص المادة الدستورية المشار إليها تؤكد لنا:
" بأن اليمن ليس إلا جزءا من الكل العربي والإسلامي ومنها ندرك أن مصالح الجزء اليمني هي من مصالح الكل العربي والإسلامي. وبالمقابل فإن مصالح الكل العربي والإسلامي هي مصالح الجزء اليمني ".
وانطلاقا من هذه المعادلة الدستورية فإن اليمن معني تماما بالأمن القومي العربي والإسلامي، كما هو معني بالأمن القومي اليمني.
وإني هنا أدعو كافة الأطراف اليمنية بأن لا يختلفون في نظرتهم إلى القضايا السيادية وبالأخص بما له من علاقة مباشرة في قضايا الأمن القومي اليمني.
وكذلك في القضايا المتعلقة بالأمن القومي العربي والإسلامي لأن ذلك هو ما يوحدنا جميعا، بل إنه من الأسباب الرئيسية لتحقيق المصالحة الوطنية وإيقاف الحرب، وأحد العناوين الأساسية للسلم الاجتماعي على المستوى الوطني وكذلك في علاقاتنا الخارجية الإقليمية والدولية.
* - أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة صنعاء- عضو مجلس النواب.