بأوجه يملؤوها الأوجاع تترقب آلاف الأسر مصيرها بعد تلقيها بلاغاً بإخلاء مراكز الإيواء والعودة إلى منازلها المدمرة وإمكانياتها لا تكفي لإعادة ما دمره إعصار تيج.
فمنازلها التي التهمتها الفيضانات أصبحت غير صالحة للعيش وهي لا تمتلك أماكن بديلة عن المدارس التي ستعاود استئناف الدارسة خلال الأيام القادمة وهو ما قد يضع خيار مغادرتها أمراً إلزاميا وإن ظلت بدون مأوى.
كارثة إنسانية غابت عنها المنظمات الدولية رغم الأضرار الفادحة التي خلفها الإعصار وكأنها غير معنية بمساعدتهم في هذه الظروف الصعبة التي يفترض أن تكون كل الجهات حاضرة وعدم ترك المتضررين لوحدهم يواجهون نتائج الإعصار.
فتبعات الإعصار لم تتوقف عند ذلك فحسب بل توسعت حلقاته لتشمل كل سكان المحافظة وتسدل الستار الأسود عليهم بعد يوم دامي لم تشهده من قبل لتغدوا كل خدماتها الأساسية كالكهرباء والمياه في مصير مجهول بعد تدمير أغلب شبكاتها الداخلية وخروجها عن الخدمة لليوم الرابع على التوالي.
وما بين الانتظار ودور الجهات المختصة في إصلاح الكهرباء والمياه ثمة معاناة كبيرة يعيشها سكان المحافظة خاصة كبار السن والأمراض والأطفال الذين ناشدوا السلطة المحلية بسرعة معالجة ما دمرته الأمطار والرياح ولا يزال المواطن في مختلف المديريات يترقب عودة الخدمات الأساسية.
فأثار تيج الذي غير وجه العاصمة الغيضة وحصوين باعتبارهما الأكثر تضررا أعاد بنيتها التحتية عدة سنوات إلى الخلف بعد أن شهدت خلال الفترة الماضية نقلة نوعية في المشاريع الخدمية خاصة قطاع الطرقات الذي نال النصيب الأكبر من القوة التدميرية للإعصار وهناك عشرات الأسر حاليا تواجه صعوبة التنقل بشكل يومي بين المديريات نتيجة انقطاع الطرق الرئيسية.
انتهى إعصار تيج وتبعاته لا تزال باقية وبحاجة لجهود سنوات قادمة لإعادة مديريات المحافظة بصورتها الأولى.