الحوثيون في نظر اليمنيين وفي وعيهم ليسوا سوى حلقة في سلسلة نهج إمامي همجي متوارث، يصنع المعاناة ويتلذذ بها ويتاجر، عاش في ظله اليمنيون فريسة الأمراض والأوبئة وما زالوا، وضحية الجهل الضامن لبقاء التبعية، والمحاولات مستمرة ولن يتمكَّنوا؛ يحيط بهم الجوع والفقر وبلادهم مليئة بالخيرات، وثقتنا أن العاقبة لأهل الأرض متى عملوا بأسباب النصر وهم قادرون.
ولا يزال اليمنيون يتذكرون المثلث المرعب (الجوع والفقر والجهل والمرض) الذي توسَّد اليمن واستحكم فيها، ولازم الإنسان منذ عهد الأئمة وصولًا إلى أحفادهم الحوثيين، وهو باقٍ ما بقيت هذه النبتة والفكرة، (ولا تلد الحية إلا حية)، فلا خير منهم يُرتجى ولا شر يتَّقى، فلا تردعهم قيم ولا أعراف ولا مواثيق، وتلك طبيعة العصابة واللصوص وقطاع الطرق بل هم أشد، وهو نهج متوارث، ومآله إلى زوال، ولهم في أئمتهم عبرة لو كانوا يعقلون.
وتأكَّد اليمنيون وأيقنوا بعد خروج الحوثيين من كهوف صعدة وعودتهم إلى صنعاء بعودة مشروع القتل، وأنهم الفيروس الذي ستعود معه الأمراض والأوبئة والفقر والجهل والتنكيل والتهجير، وهو ما حدث وأسوأ؛ إذ لم يكن أحد يتصور أن أحدًا ينتمي إلى الإنسانية سيستهدف المستشفيات ويدمرها ويحولها إلى ثكنات عسكرية تعلوها شعارات المتاجرة المفضوحة، وعلى أبوابها يموت الفقراء وتفتك بهم الأمراض والأوبئة.
ولم يتصور اليمنيون أن هناك من سينهب المساعدات الدوائية الإنسانية التي تقدمها المنظمات والدول منحًا ومساعدات مجانًا، ويحرم منها الأمراض من الرجال والنساء والأطفال، ثم يبيعها في الأسواق السوداء بأغلى الأثمان بعد تخزينها وربما تلفها وتزييف بياناتها، ليكون الضحية هم أبناء الشعب الذين لا قيمة لهم في منظور الحوثية ما لم يكونوا من سلالتهم.
بعودة الحوثيين إلى صنعاء عاد القاتل ليمارس هوايته المفضلة في سفك دماء اليمنيين، وإزهاق أرواحهم، مستخدمًا أسلحة متنوعة ترافق سلاح الرصاصة، يأتي في مقدمتها سلاح الجوع، لتشهد اليمن في عهده أسوأ مجاعة، وهو ما أثبتته التقارير الدولية؛ وتارة تكون الأوبئة سلاحًا آخر يفسح الحوثي لها المجال لتفتك بالفقراء بعد نهب المساعدات الدوائية المقدمة من المنظمات الدولية، وفتح المتاجرة بالأدوية المهربة وحماية مهربيها، وبيع العلاجات الفاسدة والتلاعب ببياناتها، وكلها مشاريع قاتلة بيد قاتل يمارس هوايته في العاصمة صنعاء، ويكون الضحية هو الشعب.
لقد تجاوز الحوثيون القيم والأعراف، حين حرموا اليمنيين في مناطقهم –وأمام العالم- من لقاح وباء كورونا الذي احتاج العالم، وخصصوا المستشفيات حينها لقادتهم وسلالتهم ومشرفيهم، وخرج قادتهم يرتدون الكمامات والاحترازات، في تأكيد واضح أن الشعب لا قيمة له في منظورهم ونظرهم.
إنهم الأسوأ في النهج الإمامي السيئ، وتلك هي الصورة التي تعززها ممارساتهم في صنعاء وغيرها من المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، ولن تكن قضية بيع الأدوية المنتهية هي آخر جرائمهم التي قتلوا بها أعدادًا من الأمراض في العاصمة صنعاء المحتلة، وما زالت تعبث بالأرواح، ولا همَّ لقادة الحوثيين إلا ما تدرُّه تلك الأدوية الفاسدة من دولارات تذهب إلى أرصدتهم.
لقد اجتمع في صنعاء حوثي قاتل، وأوبئة أفسح لها المجال القاتل، وعلاجات قاتلة بيد قاتل، وضحية تنتظر الخلاص، وصمت أممي قاتل أمام جرائم الحوثي.