;
د.عمر ردمان
د.عمر ردمان

الحرب السودانية.. قراءة في الدوافع والتداعيات في ضوء الخارطة الإقليمية الجديدة 736

2023-04-26 23:41:39

لا تمتلك الحرب الدائرة في السودان من العوامل الموضوعية على المستوى المحلي ما يكفي لتسويغ اندلاعها المفاجئ بين قوات الدعم السريع وقيادة الجيش السوداني منذ نحو أسبوعين، وهذا يؤكد أن لهذه الحرب ارتباطات رئيسية بالسياقات الخارجية في ظل التشكلات الجديدة في المنطقة والتغيرات الحاصلة في المعادلة الإقليمية والدولية، ولا تعدو الخلافات السياسية بين القوى السودانية خلال الأشهر الماضية سوى قنطرة عبرت عبرها الأطراف الخارجية ذات المصلحة لإعطاء إشارة البدء وإذكاء الحرب لتحقيق مصالحها عبر أدواتها المحلية على حساب السودان أرضا وإنسانا في المقام الأول.

وفي هذا التحليل نحاول الكشف عن حقيقة دوافع ومصالح الأطراف المختلفة ومدى تأثيرات الحرب المستمرة دون أفق واضح للنهاية على أكثر من ملف في المنطقة، خصوصا مع ابتداء الدول في إجلاء رعاياها في السودان في إشارة إلى أن تقديراتها للحرب تتجه نحو التصعيد، وأنه ما زالت هنالك مدة طويلة أمامها وربما بمستويات أكثر تعقيدا مما هي عليه الآن.

اشتعال مفتعل لمواجهة سياسات التهدئات

منذ مطلع العام الجاري تعاونت عدة قوى إقليمية مع سياسات التهدئة التي تنتهجها المملكة العربية السعودية في الملفات الملتهبة في محيطها على المستوى السياسي والأمني، كتوجهاتها في ترميم العلاقات مع أغلب دول الخليج، وتعزيز العلاقات بين دول منظمة التعاون الإسلامي، وإعادة العلاقات السعودية الإيرانية، وجهود التهدئة في ملفات اليمن وسوريا، وهذه التوجهات يبدو أنها تندرج ضمن استراتيجيات جديدة تتعلق بأولوية تموضعها في المعادلة الدولية التي تتشكل على نحو مختلف وبشكل متسارع، بالإضافة إلى أولويات كل منها في الحد من استنزاف صراعاتها وتمتين اقتصادها وتطويعه لمصلحتها في التشكل الجديد الذي تشهده المنطقة، وتحقيق التوازنات التي تفرضها التغيرات الحاصلة في بنية النظام الدولي.

ومع ظهور الملامح الأولية لنجاح استراتيجية التهدئة في ملفات الشرق العربي (الخليج ومحيطه) اشتعلت الحرب في السودان على نحو مفاجئ بما يمثله من نشاز عن قاعدة التهدئة ومسارعة تبدو غير بريئة لتأجيج ملفات الصراعات في المغرب العربي المتواجدة أصلى في محيط ملتهب، لتمثل المعادل الموضوعي القادر على إفساد طرفي المنطقة العربية معا. وهذا يعني أن الأطراف التي تقف خلف إذكاء الصراع هي بعض القوى الدولية التي تتخادم معها أدوات وظيفية طامحة، باعتبار كل منها أطرافا متضررة من التحالفات الجديدة، ومتضررة أيضا من تهدئة بعض الملفات في منطقة الخليج ومحيطها، ومن حضور الدور الصيني فيها.

اختلال رمانة التوازن الفاصلة بين منطقتين

يمثل السودان المستقر حاجزا جغرافيا بين مناطق الصراع الأفريقي وبين السواحل البحرية المحاذية للسواحل السعودية واليمنية، حيث تحاط أغلب السودان إما بجغرافيات الصراع أو بأنظمة هشة غير قادرة على الاستقرار، ففي غربها تمثل دولة تشاد معبرا رئيسا لتسرب السلاح والمقاتلين عبر إقليم دارفور وهي دولة هشة تهددها الانقلابات العسكرية المتتالية، وفي الجنوب تعد الحدود مع أفريقيا الوسطى وجنوب السودان منافذ لتصدير أدوات الفوضى والصراعات التي تعانيها، كما تمثل ليبيا في الشمال الغربي منطقة صراع متفاقمة لا تخفى انعكاساتها على جيرانها بما فيهم السودان، وفي الشرق الجنوبي تتواجد منطقة التيغراي التي لم تكد قد خرجت من حربها مع الدولة في أثيوبيا بالإضافة إلى وجود مناطق حدودية متنازع عليها بين السودان وأثيوبيا، وعلاوة على ذلك كله فإن السودان تحيط بها ثماني دول أفريقية يفتقد معظمها لنظام سياسي متماسك يجمع بين القوة والديمقراطية والاستقرار والمشروعية الشعبية المساندة، وتعد هذه الحدود المفتوحة في ظل تلك المناخات ديناميات تهديد تحت تصرف الدول الغربية المهيمنة على كل من تلك الدول، وبإشعال الصراع في السودان تصبح المنطقة الملتهبة قد امتدت من عمقها الأفريقي إلى البحر الأحمر، لتمثل هذه الكرة الملتهبة تهديدا جوهريا لأمن البحر الأحمر وأمن ومصالح الدول المطلة عليه سيما تلك الممتدة على شريطه الساحلي الشرقي، وما يترتب على ذلك من لخبطة هندسة المصالح السياسية والأمنية التي تجري على الضفة الأخرى المحاذية للضفة الأفريقية.

ساحة مركزية لتضارب المصالح

منذ سنوات كان اهتمام العديد من القوى الدولية والإقليمية بالسودان مرتبطا برغباتها في القفز بنفوذها من جغرافيتها القانونية إلى مكامن التأثير الاقتصادي والأمني الأوسع، ومثلت التغيرات في المعادلة الدولية التي جرت بفعل النمو التدريجي للقطب الشرقي وتأهله لبداية المنافسة أو على الأقل لبداية التأثير في السياسات الغربية تجاه المنطقة؛ مثل حافزا لاشتداد وتيرة السباق بين القوى الإقليمية والدولية إلى السودان، فعلى المستوى الدولي أبرمت روسيا اتفاقية مع نظام ما بعد البشير لا تزال في طور التصديق النهائي بشأن إقامة مركز لوجستي للأسطول الحربي الروسي على الساحل السوداني بمنطقة بورتسودان وليس من المستبعد أنه يمثل ضمنيا مركزا روسيا صينيا مشتركا بعد تطورات العلاقة بين الطرفين، كما تحتكر مجموعة فاغنر الروسية امتيازات العمل في مناجم الذهب في الشرق في عمق مناطق قيادات قوات الدعم السريع. أما بالنسبة لأمريكا فقد عززت هيمنتها على السودان بتوقيع السلطات الأمريكية مع حكومة اليسار السوداني (حكومة ما بعد نظام البشير) اتفاقات عسكرية واقتصادية- بما في ذلك تطبيع العلاقة مع إسرائيل- في العام 2021م، وبموجب تلك الاتفاقيات تم رفع العقوبات عن السودان والتزمت أمريكا بسداد ديون السودان للبنك الدولي والتي تقدر بنحو سبعة مليارات دولار، كما التزمت بدعم القوات العسكرية بمليار ونصف دولار سنويا.

وعلى الصعيد الإقليمي ترتبط بالسودان مصالح وعلاقات مؤثرة مع كل من مصر وتركيا وإسرائيل، حيث ترى مصر أن السودان يمثل مجالها الحيوي المؤثر في عدة ملفات استراتيجية، وتعتبر مصر أن السودان هو الامتداد الآمن بينها وبين جارتها الأثيوبية التي تهدد مصالح مصر في نهر النيل وفق وجهة النظر المصرية، وكانت القوات المصرية قد تواجدت عسكريا لأغراض متعددة في مطار مروي وقاعدته الجوية منذ الحرب الأثيوبية الأخيرة.

تركيا من جهتها كانت قد أبرمت اتفاقية مع الحكومة السودانية بشأن جزيرة سواكن السودانية في البحر الأحمر بموازاة امتلاكها قاعدة عسكرية تركية في الصومال، وهي –تركيا- ترى أهمية سواكن السودانية لاعتباراتها التاريخية حيث كانت سواكن هي عاصمة ما عرف بإيالة الجيش العثماني في المنطقة التي تمثل اليوم جزءا من شرق السودان وجزءا من أريتريا، كما أن هنالك اتفاقيات في عدة مجالات موقعة بين تركيا والسودان.

إسرائيل من جهتها تمتلك علاقات استثنائية مع السودان باعتبارها الدولة العربية الرابعة بعد الإمارات والبحرين والمغرب التي وقعت على تطبيع العلاقات والتعاون مع إسرائيل في عدة مجالات، حيث وقعت حكومة اليسار السوداني برعاية أمريكية على ما تسمى باتفاقية إبراهام في العام 2021م (لاحقا أستقر رئيس الحكومة "حمدوك" في أبو ظبي بعد أن قام مجلس السيادة السوداني بإزاحته من منصب رئيس الحكومة السودانية)، وكان من اللافت في بداية الحرب الحالية دعوة أمريكا لإسرائيل لممارسة ضغوط على طرفي القتال لإيقاف التصعيد، ويرى مراقبون بأن كل من قائد قوات الدعم السريع (حميدتي) وقائد الجيش السوداني (البرهان) تربطهما علاقات مباشرة مع إسرائيل مع اختلاف مستوياتها، حيث يمثل الموساد الإسرائيلي مسار العلاقة مع حميدتي بينما تمثل الخارجية الإسرائيلية مسار العلاقة مع البرهان، وهذه العلاقة الإسرائيلية مع السودان تكتسب أهميتها باستحضار العلاقات الإسرائيلية الإيجابية مع كل من أثيوبيا وأريتريا في شرق السودان.

ومن اللافت أيضا أنه قبل أسابيع من اندلاع الحرب في السودان زار مدير المخابرات المركزية الأمريكية ومسؤولين في الأمن القومي الأمريكي ليبيا، وقام رئيس جهاز المخابرات المصري عباس كامل بزيارة الخرطوم، ثم بعد ذلك قام رئيس جهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان بزيارة الخرطوم، ثم وصلت طائرة إسرائيلية إلى السودان في زيارة أمنية سرية تقول بعض وسائل الإعلام الغربية بأن المسؤولين الإسرائيليين التقوا خلالها بقائد قوات الدعم السريع.

في مجمل هذه العلاقات الدولية والإقليمية فإنها تمثل تقاطع المصالح بين عدة أطراف في المنطقة، وتضارب المصالح بين أطراف أخرى، ولعل قراءة الحرب السودانية من واقع علاقات طرفيها اللذين يقودانها بالأطراف الدولية الداعمة لها والأطراف الإقليمية الوظيفية التي تخدمها؛ يفتح آفاقا واسعة حول معرفة مزيد من الحقائق حول أهداف الحرب والمستفيدين منها والمستهدفين منها.

الخلاصة

لا تبدو الحرب في السودان أنها في مراحلها الأخيرة بل ما زالت مرشحة لمزيد من التصعيد في ظل التقارب النسبي لموازين القوى بين الطرفين فيما يخص متطلبات حرب المدن الدائرة اليوم في الخرطوم وبعض المدن الرئيسية، ويؤشر إلى ذلك إجلاء كثير من الدول لرعاياها منذ تجاوز الحرب أسبوعها الأول، كما أنه من الواضح أن إشعال الحرب في السودان بما يحيطها من بؤر مشتعلة بالحروب والصراعات والانقلابات في محيطها الأفريقي يعد بمثابة إذابة الحاجز الجغرافي الفاصل بين الوسط والشمال الأفريقي المشتعل وبين ساحل البحر الأحمر الذي تشهد ضفته الأخرى في الجزيرة العربية سياسات إطفاء وتهدئة الصراعات؛ في مسعى كما يبدو من قبل بعض الأطراف الدولية والأدوات الوظيفية في المنطقة المتضررة من مساعي التهدئة والتحالفات الجديدة؛ من أجل تحقيق سقف أعلى من الأهداف تتمثل في إشعال الملفات التي تم تهدئتها في المنطقة المحيطة بالخليج، وإفشال التحالفات الجديدة المتشكلة في منطقة الشرق العربي الممتدة نحو شرقها الآسيوي، أو لتحقيق أهداف في حدها الأدنى وهي الاستباق إلى منطقة الغرب العربي لتمتين التحكم الغربي فيه، وإيقاف تمدد سياسات التهدئة والتحالفات الشرقية إليه، وتحييد مصر عبر إبقائها تحت التهديد الاستراتيجي، في ظل التقاء مصالح أمريكا وإسرائيل ودول أوروبية في السودان، وتضارب مصالحها مع أطراف إقليمية وعلى رأسها السعودية ومصر وتركيا، ويظل العنوان الأبرز لهذه الحرب هو صراع النفوذ الاقتصادي والأمني في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، استجابة للتغير الحاصل في معادلة النظام الدولي واستعدادا للتموضع في شكله الجديد مستقبلا.

لذلك فإن الحلول المحلية للحرب في السودان برعاية الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي هي الطريق الأمثل التي ستوفر الكلفة الباهظة التي سيدفعها السودان ومحيطه العربي إذا تم تدويل المشكلة والحل في السودان؛ لكن تلك الطريق المثلى تتطلب أفكارا استثنائية وشجاعة وواقعية لفرض الحلول وإنهاء الحرب السودانية وإزالة أسبابها في ضوء فهم هذه التعقيدات الإقليمية والدولية وتبعاتها الاستراتيجية على المنطقة.

معركة "الموتى الجائعون "!

حسين الصوفي

إنها أقدس المعارك، تلك المعركة التي تنجزون انتصاراتكم العظيمة في كل جولة من جولات المواجهة، إذ تسحقون عدوكم يا شهداء التجويع العنصري وترعبونه وتهزمونه وتذيقونه الويل حتى وأنتم موتى هامدون .

shape3

يا لكم من محاربين استثنائيين، ويا لها من حرب مختلفة، تنال من العدو وتخزيه وتزلزله وتسحقه وتخنقه، حتى بدت الصورة الآن هكذا: جثث لقتلى جائعون كطرف منتصر، وعدو مذعور خائف يحرس الموتى ويخشاهم، وأي هزيمة تلك التي خنقت الجبان وحاصرته وقذفت الرعب في قلبه حتى يحاصركم وأنتم ميتون؟!.

أيها الراحلون بجوعكم، وقد تجاهلتم عدوكم واحتقرتموه، وقد أتيتم أفواجا تنتظرون خمسة آلاف ريال ظننتم أنها قد تنسيكم جوع أطفالكم يوم العيد، ولسان حالكم يقول: نثق أن مبلغا زهيدا من تاجر، أصدق من وعود لصا وقحا نذلا، والعدو العنصري مذعور من تجاهل اليمنيين له، وخائف من إهانتهم واستهانتهم به، ويلاحقه الرعب كل حين وهو يجد نفسه معزول محاصر لا يكاد يراه الشعب سوى كابوس حقير ومرض قذر سيزول يوما ما.

لكنني مضطر لأن أخوض معكم هذا النقاش الآن، وأعلم أن أرواحكم الطاهرة ستسمح لي بطرح الأسئلة وعرض الحجج وبعض العتاب الصادق، فالسلام عليكم كل حين.

أيها الأبطال، يا شهداء التجويع العنصري: لقد بلغ الذعر من عدوكم مبلغه، وها هو يتخبط خبط عشواء، تارة يسعى بإلقاء اللوم على التاجر، وتارة يكذب بالحصار، وقد ادعى أن من قتلكم هو "العدوان"، أعلم أنه ادعاء سخيف ومؤشر للخوف الذي يعيشه، إذ كيف عاد لترديد أكاذيب "عدوان" بعد أن تزاحموا على التقاط الصور مع السفير السعودي على مدى أيام، لكنه عدو جبان، وأنتم في أكفانكم تقولون: لماذا تحاصر الجثث لو لم تكن أنت القاتل؟! ولماذا لا تنشر أسماءنا لو كنت بريئا؟! ولماذا كنت تتاجر بدماء الضحايا طوال سنوات الحرب وتعقد مؤتمرات صحفية وتسمح لوسائل الإعلام بتصوير الضحايا ولقاء الأهالي وتستثمر الوجع وتدعي المظلومية، فلماذا كل هذا الخوف والتكتيم ومحاصرة الجثث والأسماء؟! فلا جدوى من كل الأكاذيب، أنت القاتل وأفعالك كلها تقولها بوضوح أنك المجرم والجريمة، وهذا يدل على أنه أوهن من بيت العنكبوت، فلماذا سمحتم له بانتزاع الطعام من أفواهكم ولم تنتزعوه وعنصريته وقد تيقنتم أنه جبان ذليل؟!.

ها قد انتصرتم أيها الشهداء... أليس كذلك؟!

وانتصرتم أيضا حين قال العدو بتوجيه "هيئة الزكاة" بصرف مليون ريال لكل بطل منكم!!

أرأيتم كيف تناقض عدوكم الجبان الذي كان يكذب ويسوق الأعذار ويلقي باللوم على الحصار والعدوان، وفي لمح البصر يعلن عن مليارات الريالات يقدمها لكم، فيكذب نفسه وتفضحونه.

فلماذا تزاحمتم على مبلغ زهيد وكنتم أقدر على انتزاع مليون ريال لكل راحل منكم وأنتم أحياء؟! ولماذا تناسيتم حقيقة أنكم أصحاب الحق، والحق قوي وصاحبه قوي من قوته، ولم تذهبوا أفواجا متسلحين بجوع أطفالكم وأوجاعكم وانتزعتم المليون والملايين من الريالات مرتباتكم وحقوقكم وزكاتكم وضرائبكم وخيرات بلادكم من خزائن اللصوص الجبناء، قبل أن يستغلوا موتكم ليقدموها لكم كمكرمة وتفضل مع أنهم أحقر من نعالكم ويخشونكم وأنتم في ثلاجاتكم ميتين؟!.

ما الثمن الذي يمكن على المرء دفعه في سبيل الخلاص من الهوان والعنصرية والتجويع والتضييق عليه في حريته ومعيشته ورزقه وماله وكل حياته؟!.

ألم يكن أكبر ثمنا يمكنكم دفعه التضحية بأرواحكم؟! ها قد دفعتم أرواحكم، ومع أنكم موتى إلا أنكم الآن شوكة في حلوق عدوكم الرخيص وقاتلكم الجبان المذعور، هل رأيتم: عدوكم أجبن ألف مرة من مواجهتكم مجتمعين ولو كنتم جثامين فكيف لو اجتمعتم أحياء؟!

في إب العظيمة كان بطلنا الكبير وشهيدنا العظيم المكحل يخوض حربه مثلكم بلا سلاح، واجههم أعزل من كل شيء إلا من يقينه الجازم وإيمانه العميق وثقته المطلقة أنه صاحب الحق، وما كان لأصحاب الحق إلا أن تمتلئ قلوبهم بالشجاعة، شجاعة الحق، وشجاعة احتقار العدو الذي تنطق أفعاله وملامحه بالجبن والخوف والصغار والذل.

وقد ضحى المكحل بروحه فخرجت إب عن بكرة أبيها، شبابها وشبانها ، صغارها وكبارها، نساءها اللواتي يزغردن احتفاء وعرفانا ببطلنا العظيم، ورجالها الذين ملأوا بهتافهم الخالد أرجاء الدنيا: لا إله إلا الله... الحوثي عدو الله.

قالت إب إنكم أيها اليمنيون أقوى من اللصوص، وأنكم قادرون على انتزاع الحق ومحاصرة اللص وإيقاف همجية هذه العصابة العنصرية في ساعة من نهار.

لم تعودوا بحاجة للتحريض من أحد على غضبتكم، فقلوبكم مكتظة بالغيظ على العصابة السلالية وما في صدوركم من نار كفيلة بالانتقام منهم ومن أفعالهم الرخيصة.

ولم يتبق لديهم من أعذار حتى يكذبوا بها عليكم، فقد بادروا إلى طلب رضاكم ويماطلون في تشيعكم ويحتالون بكل وسيلة هينة لامتصاص الغضب العارم، ويحاولون سرقة جثثكم وصرف النظر عن جريمتهم بافتعال مكايد أخرى وما ذلك إلا لأنهم يشعرون أنكم ورطتهم الأخيرة.

هم الآن على استعداد للإفراج عن اللواء فيصل رجب، وربما يفتعلون حربا في أي جبهة، وقد يبحثون عن مخرج ينجيهم منكم حتى لو كان بالتضحية بأحد قادتهم المجرمين، وكل ذلك من أجل التخلص من جنازتكم الجماعية، فهل سيفلحون؟!

الكلمة لكم وأنتم وحدكم من بيدكم القرار، وربما تكون أرواحكم الفداء الكبير لإنقاذ اليمن كلها من أقصاها إلى أقصاها، وقد آن الأوان والله أن الأوان قد آن.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد