هكذا ودون مواربة وبصورة مخزية تحارب ميليشيا الحوثي حملات تطعيم الأطفال ضد الأمراض القاتلة ومنها لقاحات التطعيم ضد شلل الأطفال.
للمليشيا المرتبطة بإيران أجندتها الخاصة التي لا علاقة لها باليمن ولا مستقبل أطفاله وشعبه عموماً، وإلا لماذا تقدم على هكذا ممارسات مستهجنة.
منذ عرفها اليمنيون لم تكن ميليشيا الحوثي إلا ضد مصلحة الشعب، ولم تحقق لهم سوى الويلات، وما هذا الموقف الصادم إلا تأكيد على هذا النهج، الذي يعني أن ميليشيا الحوثي تعمل لمصلحتها الفئوية كعصابة لا تكترث لمعاناة اليمنيين ولا يعنيها مصلحتهم.
قد يتساءل البعض: وأي مصلحة لمليشيا الحوثي في محاربة حملات التطعيم؟!
لكنه حين يستقرئ مواقفهم الابتزازية حتى في الحالات الإنسانية ستكون الإجابة أكثر من واضحة، فالحوثي لا يتوقف عن ابتزاز اليمنيين وجوارهم والمجتمع الدولي والمنظمات ليحصل على مكاسبه الخاصة، ولتذهب مصلحة اليمنيين إلى الجحيم.
يبتز الحوثي منظمة الصحة العالمية كما يفعل مع غيرها التي تقدم إعانات لليمنيين في ظروفهم الصعبة التي سببها انقلاب الحوثي وحربه، ثم استباح البلاد وجعلها ساحة جبايات لعصابته، ويريد أن يحصل على المال حتى من لقاح الأطفال وإلا فإن اللقاحات مؤامرة ومرفوضة.
وفي ذات الوقت فإن الحوثي عندما لا يرى في حملات التحصين أي مصلحة له، فإنه سيحاربه، وفق منهجيته التي تجني المكاسب حتى من الآلام والمعاناة، بينما تفخخ مستقبل الأطفال وتجعلهم نهشاً للأوبئة والفيروسات لتحصدهم، وحتى إن نجوا منها، بات من الصعب عليهم الانتقال خارج اليمن الذي يريدونه بيئة خصبة للأمراض.
لكننا ندرك بأن دور الأطباء والعاملين في القطاع الصحي حاسم في تثقيف وطمأنة الآباء حول سلامة وفعالية لقاح شلل الأطفال، ونسف الأراجيف والخرافات التي يسوقها الجهلة، مقدرين هذه الجهود والدور الوطني والإنساني، كما أننا نراهن على وعي المجتمع وإدراكه أن هذه العصابة لا تجلب لهم أي خير، وأن الآباء لن يتخلوا عن أبناءهم من أجل خرافة وأقاويل الجهلة.
وإضافة إلى كل ذلك وكما هو معروف فإن المليشيا في إطار حربها على اليمن دولة وشعباً، تسعى إلى الإضرار بكل شيء، وليس آخرها استهداف موارد اليمن وثرواته بالصواريخ الإيرانية، ومحاولة لإفشال جهود الحكومة الشرعية في معالجة الأوضاع، وبالتالي فإن محاربتها لحملات التطعيم تتسق وهذا السلوك الهمجي.
وبعد هذا كله فإن من المؤكد أن الفكر العنصري المتخلف الذي يحرك هذه المليشيا، كارثة الكوارث، وهو وراء كل المصائب التي حلت بالشعب، وهو الذي يرى كهنته الموجَهين أن التطعيم مؤامرة، وفرضوا هذا الفكر حتى على أطباء كانوا حريصين على تحصين أطفالهم، والآن نسفوا قواعد العلم والطب وأصبحوا ينساقون خلف قادتهم المتخلفين.
واجبنا أن نقف معاً حتى لا يتم إعاقة إنجاز مهمة حماية المجتمع وحصوله على الفائدة المرجوة، حتى لا يطلق الجهلة يد الفيروسات للفتك بالمجتمع، وثقتنا أن شعبنا لا يمكن أن يسير خلف مليشيات التخلف، وأنهم يدركون جيداً أن التحصين حياة ينجي أبناءنا- بإذن الله- من الفيروسات القاتلة، ومضاعفات الأوبئة المميتة، فبالتوعية المجتمعية الواسعة سننتصر لأطفالنا ولجيل اليمن ولقيم العلم والحقيقة ضد الظلام والجهل والتخلف.
سنكون معاً من أجل تحصين أطفالنا لا تجنيدهم... مشروع حياة لا مشاريع موت، ليلتحقوا غداً بالتعليم والمستقبل لا بالمقابر.