1/ التعميم وهو إطلاق أحكام السب والاتهام على اﻷشخاص أو الجماعات أو القبائل أو المناطق أو البلدان كما هو الواقع اليوم في السخرية والغيبة العامة والتنابز بالألقاب وإطلاق النكات عليهم. - لا شك أن هذه الظاهرة: آفة أخلاقية وعاهة فكرية، عبر عنها البعض بأنها لغة الحمقى والجهلاء والبلهاء والأغبياء؛ وذلك لما تدل عليه من قلة العقل والوعي والعلم وضعف الدين والورع وسوء التربية والانطلاق عن خلفية عقلية ونفسية مشبعة بآفات الحقد والعجب والكبر والكراهية والعنصرية والعصبية الجاهلية ، هذا غير ما تجر إليه المجتمعات من الفتن والعداوات نسأل الله العفو والعافية. 2/ وعموما فالنظرة العمومية للأشياء بوضع المتفاوتات في مرتبة متساوية واحدة بلا دليل صريح وصحيح جهل فاضح وقبيح ومبالغة مخالفة لخلق العدل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (النساء: 8) 3/ وإذا كان سب أو غيبة المسلم محرمة بل ومن كبائر الذنوب، فكيف بغيبة أهل بلد أو منطقة أو مذهب أو قبيلة؟ - لا شك أن عظم اﻹثم على قدر عظم المفسدة! فمن يجازف بحسناته بغيبة مجموعة أو قبيلة ومنطقة أو بلد تعداد أهله يبلغ الملايين؟ فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ فِرْيَةً لَرَجُلٌ هَاجَى رَجُلًا ، فَهَجَا الْقَبِيلَةَ بِأَسْرِهَا ، وَرَجُلٌ انْتَفَى مِنْ أَبِيهِ وَزَنَّى أُمَّهُ ) رواه ابن ماجه وصححه ابن حبان وحسنه الحافظ ابن حجر في الفتح وصححه الألباني في " صحيح ابن ماجة " . 4/ وقطعا فأهل البيت الواحد القليل عددهم والموحدة أو القريبة ظروفهم وتربيتهم، ليسوا سواء في أوصافهم، والإنسان شرعا وقانونا لا يتحمل خطأ غيره،(وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ)، فكيف يتساوى وصف أهل البلد أو المنطقة على وفرة أعدادهم واختلاف ظروفهم وعلى تعاقب السنين؟!!! 5/ التعميم السلبي وإن كان قد يطلق أحيانا من باب (العام الذي يراد به الخاص أو الغالب) إلا أنه يجرح المشاعر ويزري بصاحبه لدى العقلاء، ويوقع صاحبه في الحرج في المجالس ويثير في المجتمعات العداوات بلا طائل إلا إرضاء شهوة النفس في التنابز والسخرية والاستعلاء بالباطل، مع ما فيه من خدمة الأعداء بإضعاف
عمار بن ناشر العريقي
التعميم الظالم 785