بيان اللجنة الطبية العسكرية الصادر منها فيما يخص جرحى الجيش الوطني يُعدُّ بمثابة صرخة قوية تشقّ القلوب قبل الجلود عند كل حر مبدئي شريف فما يجري من امتهان للجرحى واستلابهم حقوقهم، وحقهم الذي لا ينبغي التنازل عنه. هو أمر بالغ السوء ويرتقي إلى مستوى المؤامرة البشعة والخيانة الوطنية وإنكار للقيم وللمبادئ التي ضحى من أجلها الجرحى من الجيش الوطني بدمائهم، هو عمل غير مسبوق في تاريخ العسكرية على المستوى الكوني. وتصرفات رعناء تستهدف من ضحوا بالدماء لا يقل في أحد المستويات عن الخيانة الوطنية العظمى. هذا ما يجب أن يعرفه المجلس الرئاسي والحكومة الذين يسيرون معصوبي العيون في تقاطع مع الوطن نضالاً وقيماً ومبادئ. وإلا ماذا يعني مصادرة 12 مليون دولار مستحقات علاج الجرحى وسلبهم حقهم في الحياة؟! أليس هذا عملاً قميئاً وشيطانياً ونوع من التخادم غير المسبوق مع الحوثية؟! ماذا نسمي تجاهل علاج الجرحى والإمعان في خذلانهم ومصادرة حقوقهم وما هو واجب يمليه الشرع والقانون والأعراف والتقاليد وكل شرائع الأرض والسماء؟ لماذا الاستهداف المباشر لجميع الجرحى ممن لم يكملوا علاجهم في الخارج والمطالبة بعودتهم قبل أن يشفوا؟ حسب ما ورد في إحاطة اللجنة الطبية العسكرية ماذا نسمي هذا إن لم تكن مؤامرة؟ غير أن هذه مؤامرة واضحة المقاصد والأهداف وتسعى إلى معاقبة كل من يضحي من أجل الوطن وسيادته واستقلاله. كأن هذا الرئاسي وحكومته صمموا للإمعان في النيل من الجيش الوطني وخلق حالات نفسية وقضايا غير القضايا المصيرية. سبعة أشهر كما جاء في، بيان اللجنة الطبية العسكرية، والمجلس الرئاسي وحكومته لم يقدم غير الوجع المتلاحق وسلب الجندي حقوقه وإلحاق الأذى بالقوى الحية والفاعلة في ميدان الوغى وإنكار الجرحى، أنهم جرحى ولهم حقوق على الدولة يجب أن تؤدى. هذا الرئاسي هزيمة وطن وحكومته مجرد أدوات يشتغل عليها من لا يريدون للوطن العلو والسيادة والاستقرار. وإنه لأمر مخجل ومؤلم وقاس، أن لا يجد الجرحى حتى حبة البندول علاجا لهم. المسألة أننا أمام رئاسي يكيد للوطن كيدا ويخلق مجالات ألم واسعة لعلنا نفقه جيدًا المراد من هذا، وقد كشفوا عن أقنعتهم وزيفهم ليبقوا مجرد قوى متخادمة مع أعداء الوطن. وإذاً ما الذي، يبقى لنا غير الصراخ في وجه الظلام والظلاميين؟ أن كفوا عن جرائم وخيانات ترتكبونها لقد تعثرت كل خطاباتكم الكاذبة وكل المبررات والحجج صارت لا تعني غير الخديعة والتسويف والمماطلة والكذب ورخص الكلام وانهزام الضمير وإلحاق الأذى بأنبل وأشرف الرجال. ولكنكم لن تستطيعوا وستجدون أنفسكم أول المهزومين والمتضررين, تلاحقكم لعنات التاريخ والأجيال. وهذا نداء نوجهه لكل الأحرار الشرفاء والقوى النضالية الحية. اليوم الجيش الوطني يتعرض لأخطر مؤامرة عرفها في تاريخه ومن قيادته في الرئاسي والحكومة. ويجد من الجحود والنكران ومحاولات الإذلال ما يدعو كل الشرفاء إلى الوقوف في وجه المؤامرات اللعينة والصراخ في الأوجه المستعارة أن كفوا عن أذاكم ولا تتمادوا في غيكم فكل حر شريف يرفض ما تقومون به من مصادرة حقوق أكرم الرجال. ولا يقبل أو يهادن ما أنتم فيه من هوان ولؤم على الجيش من خلال معاقبة من قدموا دماءهم قرابين نصر وأفشلوا وما زالوا المخطط الفارسي المستهدف للأرض والإنسان والهوية اليمنية. عليكم في الرئاسي والحكومة - وأنتم تستلمون من الرزم الدولارية ما يلحق بكم الخزي والعار والشنار إلى يوم الدين - أن تدركوا جيدًا أن مقابل هذه الرزم وما تجنونه من أموال للتواطؤ هي بمثابة جهنم عليكم، وأن قطرة دم من جندي جريح تسيل هي لعنة أبدية عليكم وأنتم تصادرون حقوقه . فلا ينبغي أن تتمادوا وتسرفوا في طغيانكم على جرحى نسمع أنينهم وآهاتهم كل صباح ومساء. وأي معنى لمناصبكم وأنتم مجرد مرتكبي إثم تتعاونون على هزيمة وطن وتقدمون البشاعة كلها بما تلحقونه من أذى في حق الجيش الوطني وجرحاه الكرماء الشرفاء.؟! لذلك ندائنا لمن لهم قلوب وعقول يفقهون بها ما يتعرض له الجرحى من مؤامرات واستلاب لحقوقهم هو خيانة وطنية لا مِراء فيها ولا جدال. فمنذ مجيء الرئاسي وهو يصرف مواعيد كاذبة وتخرصات لا تنطلي على أحد. ونحن نتابع الكذب ولطول هذا المتوالي من الخداع لم نعد نصدق شيئا ولقد انتقلنا من الظن بالإثم إلى الحقيقة ـ أننا أمام قوى تآمرية تريد إذلال الجيش وتريده مسلوب الإرادة والعزيمة وتناصبه العداء وتريد أن تلحق الهزيمة بالشرفاء. ليست هذه استنتاجات وإنما حقائق دامغة نراها رأي العين. وإذاً يا كل القوى الوطنية الحية قفوا مع البواسل في الميدان تضامنوا مع حقوق الجرحى وحقهم في العلاج وتأمين حياتهم، ارفضوا تصرفات هوجاء وزيف كلام ومواعيد كاذبة. أيها الأحرار، الجنود البواسل من الجرحى يهيبون بكم ينادونكم ويرون فيكم عونهم في مواجهة الطغاة أينما حلوا ورحلوا.
المحرر السياسي
الرئاسي والحكومة.. أسودٌ على الجيش, نعامٌ على المليشيات 8210