ذكرنا في المقال السابق أن النصر لا يتحقق مطلقا بالكلام الفارغ والادعاءات الكاذبة، بل أنها تلحق الضرر البالغ بالمعنويات بعد انكشاف حقيقتها .
في القضايا العسكرية توجد قاعدة مهمة توجب إنذار الجيش والمجتمع بما يمكن أن يحدث في الحرب فعلا، حتى لا يؤخذ الجميع على حين غرة، فيؤدي ذلك إلى زعزعة الثقة والمعنويات .
إن النصر لا يتحقق إلا بالعرق والدموع والدماء والبذل والتضحية والفداء .
أما الكلام والادعاءات الكاذبة فنتيجتها دائماً الهزيمة .
الأعمال وحدها هي التي ترفع المعنويات، أما الأقوال بدون أعمال فتدمر المعنويات وتسحقها،
ونحن في هذه الظروف التي تمر بها بلادنا نحتاج إلى كثير من العمل وقليل من الكلام .
وقد سأل أحدهم صديقه المفكر قائلا: لماذا سكتّ وقد ارتفعت الأصوات ؟
فقال له: أخدم أمتي بصمتي، حين يضرها غيري بالكلام .
وما عسى أن تفيد الأقوال، خاصة إذا كذب الواقع الأفعال !
وصدق الشاعر :
السيف أصدق أنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب
إلى هنا نتوقف ونتابع الحديث في هذا الموضوع في سلسلة المقالات القادمة إن شاء الله تعالى .