- (قل ما تعتقد أنه الحق، لكن بالعلم ورفق، من غير دخول في صدام مع العامة والمخالفين في الرأي ولاسيما الجهات الرسمية .
- واحرص على حسن التعامل والعلاقة مع الجميع حتى يعم نفع النصح والتعليم وتحفظ مصالح الدعوة وحقوق الأخوة).
ولا عجب، فالمسلم كلما حسنت بالله معرفته وصلته، ورسخ إيمانه وعلمه، وكمل عقله، وحسنت نيته وأخلاقه، وتوسعت بمرور السنين خبرته وجربته، كان أقرب إلى توفيق الله له، وموافقة الصواب والحكمة والسداد والرشاد، وفي الحديث :(البركة مع أكابركم) وإسناده صحي.
إنه اختراق منا لأنفسنا، وخرق وإغراق لسفينة أخوتنا ووحدة أوطاننا، ولن تزيدنا الأيام إلا فتنة ما غاب عن الإصلاح كبارنا وعقلاؤنا وعبث بالعقول في وسائل التواصل ومنابر الإعلام أهل الجهل والرياء والتعصب والحماقة فينا .
فلا نبيع الوهم بترديد شعار: ( القادم أجمل) بل أشنع وأفظع ما لم نغير ما بأنفسنا، هذه سنة الله الشرعية والكونية في ربط الأسباب بالمسببات والنتائج بالمقدمات ومزج المثالية بالكثير من الواقعية .
فليقرَّ المفسدون عينا، ولتهنأ المليشيات عيشا بنجاحهم في تمزيق دولة اليمن وإثارة الفتن مادام الذين غلبوا على أمرنا مصرين على هذا النهج والسَّنن .
وغالبا ما يكون تنمرنا على بعضنا، وأما في الباطل الذي يحمل شوكة فنؤثر السلامة فالحال :
أسدٌ علي وفي (الحروب) نعامةٌ؟ !!
وقد ذكر الإمام العز في قواعده ( كل عمل تخلف عن تحقق مقصوده فهو باطل)، فكيف إذا خالف مقصوده في زيادة مفسدة إدخالنا في أتون دوامة العداوة والافتراق ؟ !!
للأسف فإن بعضنا يجيد ويمارس - من حيث لا يشعر - فن الاستفزاز والاستعداء ومهارة خسارة الأصدقاء وكسب الأعداء .
- ذكروا أن أحد الأمراء أراد معلما لأولاده فاختبره: كيف تأمرني بالسواك؟
فقال: اسْتَكَّ يا أمير المؤمنين، فطرده، ورد عليه معلم آخر: سُك فاك. فقبله .
- وعبر آخر تساقط أضراس الخليفة بموت أسرته ثم لحوقه بهم!!
فطرده، وعبر له آخر: أبشر فإنك آخر أهلك موتا (ولاحظ في القصتين اختلاف التعبير فقط)
تقول هذا مجاج النحل تمدحه
وإن تشأ قلت ذا قيء الزنابير
مدحا وذما وما جاوزت وصفهما
والحق قد يعتريه سوء تعبير .
وصدق الله :
( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ )
159 آل عمران .
اللهم ارزقنا حسن النية والفهم والعلم والعمل والدعوة إليك وحسن الختام يا رب العالمين .