تمثل شخصية المناضل الصلب الرفيق حسن أحمد باعوم بعداً رمزياً آخراً عند الحاضنة الشعبية في عموم الجنوب
من حيث طبيعة المشروع الذي يمثله وتحمل وزر قيادته في أحلك وأدق الظروف الصعبة.
 مدافعا صلبا وندا جسورا لم يسقط أمام كل صنوف المغريات والتحديات وتحمل طعنات مؤلمة من رفاقه ومن خصومه ولكنه بقي صامدا ومجابه كل مشاريع الاحتواء والتفكيك شكلت مواقفه وصلابته منذ بداية الحركة الوطنية الجنوبية للذي تحمل وزرها.

 وكانت أشد سخونة اذكرها بتفاصيلها خاصة يوم مظاهرة 27 ابريل 1998م التي دعت لها احزاب المعارضة بحضرموت وانسحب من المشاركة حزب الرابطة وبقي الاشتراكي مصر على اقامتها وواجه جبروت القمع الذي هددت به اجهزة نظام 7 يوليو حينها بصلف شديد سقط فيها الشهيدين بارجاش وبن همام واصيب باخشوبن.

 وعلى امتداد تلك السنوات لم يختف ابا فادي عن المشهد غير ان قيادة الاشتراكي بحضرموت اقرت ابعاده عن المشهد بشكل مؤقت وبالفعل انتقل ابى الضالع وتنقل بين قراها لمدة عام وكان القرار يهدف الى حمايته شخصه وتأمينه خاصة بعد تصريحات عسكرية وأمنية وجهت له تهم كبيرة بهدف ايجاد ذريعة للتخلص منه بأي وسيلة كانت.

وبعد عام عاد الى واجهة قيادة العمل السلمي النضالي بنفس الوهج واذكر أن قرابة 11 محاميا اعلنوا الدفاع عن حسن باعوم واسقطوا كل التهم الكيدية الموجهة ضده ...

ما يمكن الحديثة عنه أن ماضيه النضالي لغايات وطنية للقضية الجنوبية سقفها السماء ولا يوجد منافسا له ويجب ان يظل حضوره وصوره ومواقفه حاضرة في جميع فعاليات الجنوب لان التاريخ يسجل وقائع واحداث خاض سجالها واحداثها حينها من يتصدرون المشهد الجديد كانوا بعيدين عن مشروع القضية الجنوبية ولا يمثلونها بل اغلبهم في جبهة اخرى وفي رغد النظام ومصالحه وفوق ذلك يحالون عبر إعلامهم وامكانياتهم التي وفرتها اطراف هي بالفعل غابت عن تقديم الدواء والعلاج لجرحى الجنوب بل ورفضت حتى الاعتراف بنضال شعبنا في الجنوب وعدالة قضيته .
هذا تاريخ ووقائع تتحدث .
تحول بوصلة الطارئون للقفز على نضال جذور المؤسسين الحقيقيين للحراك الجنوبي السلمي لا يعطيهم الحق لنكران هذه القامات الوطنية لان التأريخ لا يرحم والكل يعرف اين كانت مواقعهم ؟؟

ان اعطاء مساحة مقبولة من الإعلام الحديث الذي يتغنى بالجنوب ومستقبله لتوثيق تاريخ الحراك السلمي الجنوبي ( الحركة الوطنية الجنوب ) التي مثل وعيها وخطابها وسلوكها وفعلها الوطني النضالي والسياسي القياديين حسن باعوم ومحمد حيدرة مسدوس وفاء لدورهم الوطني والنضالي قبل كل شي وقبل ان تأتي اموال وسلاح اطراف اقليمية دفعت بها تحولات سياسية في المنطقة ربما شعورا بخطر يهدد كياناتهم بعد ثورات الربيع العربي الانقلاب من قبل الحوثي على الدولة في اليمن تعاظم هذه المخاطر دفعت بالأطراف الاقليمية توفير امكانيات كبيرة ساعدت الى حدا كبير في فرض سيطرة عسكرية وسياسية على قلب الجنوب ورمزيته مدينة عدن وما جاورها .
ولكن لا يعني استمرار هذا النكران والذاتية الصرفة التي تغذيها نزعة أكثر استحواذيه فيها نوع من التعالي على من تحملوا عبئ مواقفهم مبكرا لتأسيس بنية وعي ثقافي وشعبي عريض على امتداد الجنوب ليأتي اليوم من يركب الموجه ويقطف الثمار وفوق ذلك يجحدون تضحيات المناضلين المؤسسين.
فهل من مراجعة للذات والشروع في اعادة اعتبار لمن سبقوكم!!!
ان اصراركم على تجاهل رفاقكم واخفاء دورهم وتاريخهم له مضاعفات سيئة على تشظي الكتلة الوطنية والاجتماعية السياسية جنوبا وهي مرشحا للانتقام لاحقا ولا يستبعد ان تؤسس لبناء تحالفات عكسية وفرتها شروط الثارات ...
اعتبروا وراجعوا التبعية العمياء والخصومات البينية التي تغذيها الذاتية المفرطة .
وألا ابشروا بجنوب قادم على ارث مفخخ وسط تعقيدات اجتماعية وقبلية لا مثيل لها .
اللهم اشهد.. اللهم اني بلغت .