إذا تأملنا في كلمة حب وعكسنا حروفها لكانت بُح، فالبوح بالحب هو أصل الحب وإظهار المحبة والتعبير عن المشاعر الإيجابية سنة نبوية حث عليها المصطفى ، وبين أنها أبقى في الألفة وأثبت للمودة قال : «إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليعلمه فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة « وعن أنس رضي الله تعالى عنه قال: « مر رجل بالنبي فقال رجل ممن عنده: إني أحب فلاناً هذا لله، فقال النبي : أعلمته؟ قال: لا، قال: قم إليه فأعلمه». قال البغوي: وذلك أنه إذا أخبره استمال قلبه واجتلب وده، كما أن الحبيب المصطفى لم يتحرج من إظهار مشاعره تجاه زوجه عائشة رضي الله تعالى عنها عندما سأله عمر بن العاص رضي الله تعالى عنه: من أحب الناس إليك يا رسول الله؟ قالت عائشة: ولم يكتم مشاعره تجاه الصحابة الكرام فقال: «لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبابكر خليلا»، وقال: «إني أحبك يا معاذ». بل إننا مطالبون بالإفصاح عن مشاعرنا كلها مع الله سبحانه وتعالى الذي يعلم السر وأخفى، فإذا أخطأنا استغفرناه، وإذا أنعم علينا شكرناه، وإذا احتجنا واضطررنا إليه دعوناه، ولا يكفينا الشعور القلبي معه سبحانه، ولا يكفينا أن نقول: علمه بحالي يغني عن سؤالي. ظاهرة عالمية: وإذا كنا نحن العرب نعاني من كتم المشاعر فالغرب يعاني من فقدانها، ولذلك هم يكتفون بيوم واحد كل عام يعبرون فيه عن مشاعرهم، فجعلوا عيد الأم، وعيد الأب، وعيد العمال، وعيد المعلم، وعيد الحب، و... و... ثم ينفض السامر وتذهب المشاعر أدراج الرياح.
أحلام القبيلي
بُح بحبك 1017