كلاب النار : الظلم ظلمات يوم القيامة وقد حرمه الله تعالى على نفسه وجعله بين عباده محرما، وأعوان الظلمة اشد ظلما من الظلمة أنفسهم، فلولا مساعدتهم له لما استطاع أن يفعل الظالم شيئاً، فالظالم مهما كانت قوته وجبروته شخص واحد، ولذلك كان أعوان الظلمة كلاب النار، كما جاء في الأثر، والجزاء من جنس العمل، فكما كانوا ينبحون في وجوه المظلومين ويتوحشون على المحرومين هناك في جهنم سينبحون نباح الكلاب وسيكونون كلابها الممقوتة . ويروى عن الإمام/ أحمد بن حنبل، حينما كان مسجوناً في محنة (خلق القرآن) سأله السجان عن الأحاديث التي وردت في أعوان الظلمة، فقال له: الأحاديث صحيحة، فقال له: هل أنا من أعوان الظلمة؟ فقال له: لا، لست من أعوان الظلمة، إنما أعوان الظلمة من يخيطوا لك ثوبك، من يطهو لك طعامك، من يساعدك في كذا، أما أنت فمن الظلمة أنفسهم، فإن المعين على البر والتقوى من أهل ذلك والمعين على الإثم والعدوان من أهل ذلك قال تعالى: "من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها ". دعوة : أوجهها لكل الشرفاء والحكماء ولكل أبناء الوطن بكل أطيافهم واتجاهاتهم للابتعاد عن المزايدات والمهاترات والخصومات ولهجة الاتهام ولغة التخويف والتشفي، فإذا ما رأيتم من يصحح أخطاءه ويتراجع عن غيه فأعينوه، فالاعتراف بالذنب فضيلة والتراجع عن الباطل بطولة وقبول الاعتذار والتوبة إعانة على المعروف ونهي المنكر وكونوا كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لصحابته الكرام " لا تعينوا الشيطان على أخيكم ".
أحلام القبيلي
أعوان الظلمة 1037