-#خطأ بل ضلال كبير أن يشيع أصحاب الرؤى رؤاهم أو المعبرون تأويلها،فليس كل من رأى الرؤيا صادقا ولارؤياه صادقة ولاتعبيرها صادقا.
-#الرؤيا معتبرة كما في النصوص كقرائن في المبشرات، ويمكن الاستفادة منها في التحذير إذا قويت وظهرت القرائن بشرط عدم مخالفة الشرع والواقع؛ إذ لايجوز بناء الأحكام بموجبها على الناس بسوء الظن بهم أو الحكم عليهم، فضلا عن بناء الأحكام الشرعية عليها وجوانب الحياة المختلفة ومنها الاجتماعية والسياسية كما يفعل العامة وغلاة الصوفية من أهل السنة تأثرا بغلاة الشيعة.
-#وحتى لو صدرت الرؤيا وتعبيرها من علماء، بل ولو تواطأت عليها رؤى علماء أجلاء، فليست كل الرؤى يغلب على الظن صدقها فضلا عن تجرؤ البعض بالقطع بصدقها وصدق تعبيرها.
-#(خلق الإنسان ضعيفا) ، فقد يخالط الرؤيا بسبب ضغط الواقع أضغاث أحلام وتلاعب الشيطان، وقد يكون تحقق تعبيرها يحتاج لأمد طويل كما هو شأن رؤيا يوسف عليه السلام، فكيف يسوغ الانشغال والتعلق بها حد الحزن والاغتمام لأجلها وتضييع الأوقات بسردها والتخبط في التردد على المعبرين طلبا لتأويلها.
-#وحسبنا ماحصل لكثير من الناس والعلماء والبلدان من قديم وفي الحديث من كوارث وبلايا وفتن بسبب هذا الانحراف والتجاوز في نوازل كثيرة، ومنها حادثة الحرم وفتنة جهيمان، ومنها ماردده ويردده المفتونون من تنزيل أحاديث الملاحم والفتن وأشراط الساعة على مجرد محض مجازفات، أو تنزيل أحاديث خروج المهدي والقحطاني وغيرهما في فلان وفلان، والتهور في تعبيرها مثل سقوط وانهيار أمريكا وزوال وباء كورونا وانتهاء حرب اليمن وغيرها بتقدير وتحديد المدة والزمان والمكان!!
-#دين الإسلام - أيها الفضلاء العقلاء - من بداية بعثات الرسل وإنزال الكتب قد انبنى - وهو من أعظم جوانب القوة والجمال فيه - على اعتماد أحكامه- فحسب- على الدليل والحجة والبرهان.(قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ).
وعلى نبذ الكهانة والعرافة وادعاء علم الغيب والكذب والسحر والتوسع في الاتهام بالعين والوساوس والخرافات والظنون والتخرصات والأوهام،
- #ولم يذكر القرآن الكريم من حجة معتبرة للرؤى إلا رؤيا لنبي كيوسف أو يعبرها نبي كيوسف ويعقوب عليهما السلام ، وحين عبر أبو بكرالصديق رضي الله عنه رؤيا، وهو من هو جلالةً و فضلا وعلما، خطأه النبي صلى الله عليه وسلم في بعضها، ومنعه من سؤال بيان الصواب فيها.
- #واشتهر في السلف نفر بعدد أصابع اليد كابن سيرين في تعبير الرؤى في زمن العلم والصدق و الحقائق، ورغم اشتهاره بالإمامة في العلم والورع فلم يدّع الصواب لنفسه ولم يحظ بالتقديس في تعبيره للرؤى من غيره، كما أن الكتاب المنسوب إليه مؤلفه في الحقيقة هو الفقيه الخركوشي ، فكيف صار أمر تأويل الرؤى اليوم إلى عجائز ومتخرصين وعامة ، أو كل من يلتمس فيه حسن السمت ممن هم في أمر التعبير عوام ترتب على مجازفتهم جريمة اقتحام علم الغيب والكهانة - والعياذ بالله - وكذا مصيبة بناء المواقف وفقا لها لاسيما الحساسة والمفصلية ، ورمي الناس بناء عليها بالزور والاتهام، في حال مانراه من تورع كبار أهل العلم عن تعبير الرؤى رغم إمساكهم بزمام التعبير من العلم بالقرآن والسنة واللغة والواقع والشعر والحكم والأمثال ومامنحهم الرب تعالى من زكاة النفس ونور العقل وصدق الحديث والحكمة والإيمان ؟!!.
-#لاعجب، فإننا في زمن غياب هيبة العلماء وسلطة القانون وتسلط الجهل والتعالم، وفي زمن الأحلام كثرت الأحلام، فلجأ فئام قل حظهم من العلم والعمل وزادت لديهم نسبة الطمع وحب الشهرة والدجل إلى ابتزاز الضعفاء بالإيحاء والخداع ومعسول الكلام بغير أثارة من علم بالشرع ولاتخصص ولاترخيص ولاحياء ولاخوف في بيع الأعشاب والحجامة و الرقية وتعبير الرؤى والأحلام.
-#رحماك ولطفك ربنا فقد اجتمعت علينا أنواع الوباء والبلاء والفتن الطوام ، فأساءت إلى جمال الدين وإلى المسلمين وأخرت نهضة أمة العرب و الإسلام.