كان رجل يدعي العلم الغزير ويجيب عن كل سؤال ولم يقل يوماً في أي مسألة لا أعلم، بل كان يؤلف أجوبة من عنده ويضع لها أدلة ويتظاهر بها أمام الناس/ فاجتمع بعض العقلاء يوماً وقالوا: هذا الرجل أما أنه أعلم أهل الأرض أو أنه يستغل جهلنا ثم اتفقوا على أن يجروا له امتحاناً، فألفوا كلمو من ستة أحرف ثم جاءوا إليه وقبلوا رأسه وعظموه ثم قالوا يا شيخ مسألة أشكلت علينا وأردنا أن تبين لنا جوابها. فقال: وقعتم على علي ما هي مسألتكم؟ تختلفون وأنا حي؟! فقالوا : الخنفشار؟ قال:نبات ينبت في جنوب اليمن فيه مرارة وإذا أكلته الناقة حبس اللبن في ضرعها ويستخدمه أهل الإبل إذا أرادوا بيعها يغشون الناس حتى يظن المشتري أن الناقة تدر لبناً كثيراً وهي على غير ذلك ثم اتكأ الشيخ وقال :و الخنفشار مشهور عند العرب وقد ذكروه في أشعارهم قال الشاعر: لقد عقدت محبتكم فؤادي كما عقد الحليب الخنفشار فعلموا إنه كذاب « وخراط» وطردوه من بينهم آفة الخنفشار: إن آفة هذا الوطن هم الخنفشاريون الذين يدعون العلم والمعرفة في كل شيء الإسلاميون والعلمانيون, الأدباء والمثقفون،رجال السياسة ورجال الدين فمن يطرد هؤلاء من بيننا أو من يكشف للناس خنفشاريتهم ويبدي للعامة سوءاتهم.
أحلام القبيلي
الخنفشار 1005