من لم يتعلم من أخطاء الماضي السياسي الجنوبي وصراعاته، منذ ما بعد عام 1967م حتى يومنا هذا من دون قراءة نقدية بشكل موضوعي ومنهجي مسئول، بشكل متجرد من العواطف السياسية وحسابات المصالح الرغبوية، بدون ذلك ستظل المعادلة مختلة لأنها تعمل بنهج ثقافة المنتصر على نفسه وضد أهله وشعبه؟!
حقيقة الماضي مؤلم وظاهرة الموقف السياسي في تجاوزه تبلورت في مؤتمر التصالح والتسامح الجنوبي الذي رعته جمعية ردفان بعدن...
إن جنوب اليوم ليست جنوب الأمس فلا يمكن أن يحقق الانتصار العسكري شيئا من الاستقرار بدون انتصار سياسي والذي يتطلب إرادة سياسية بحجم المسئولية والتضحيات لا شعارات وتغريدات وصناعة خصوم!؟
حين يرفع شعار جنوب يضم جميع أبنائه، لابد يرافقه خطاب سياسي مترفع عن حصرية خطاب أحقية الممثل الشرعي الوحيد للجنوب !!
جاهل من يعتقد بالقوة أنه سيفرض خياراته على أرضية لم يكن لبقية اللاعبين الإقليميين والمحليين حق المبادرة في تسويتها.. فالغايات الوطنية الشريفة لا تتبناها إلا أدوات نزيهة تمثل الجذور لحواضن القوى الفاعلة والمؤسسة للقضية الجنوبية في تعبيراتها السياسية في وقت مبكر...
ما يؤسف له اليوم حجم التغيرات الطارئة على المشهد الجنوبي من صعود قوى وأطراف وأشخاص كانوا خارج المشهد بفعل تأثير طرف خارجي أراد أن يؤسس لواقع تصادمي مستقبلا دون ن يعي مخاطره على مستقبل المنطقة ومالاتها...
خسارة كبيرة أن تبقى القوى الفاعلة في الجنوب راهنا فاقدة لروح المبادرة والعمل السياسي لتقريب القوى الأخرى بهدف الوصول الى رؤية مشتركة لنسق جامع يوحد لا يفرق..
فهل يتبنى العقل النخبوي الجنوبي روح الوفاق والتقارب للوصول إلى الهدف الناجز؟