عندما يقرأ المتابع سير نشاط جميع المكونات الجنوبية في حضورها ونشاطها وتنظيمها ونوعية قياداتها لن تجد مكوناً أكثر تنظيماً مؤسسيا التزم على عقد مؤتمرين له الأول تحضيري عام 2011م والثاني تأسيسي في عام 2012 بالقاهرة، وخرج بوثائق ومقررات صارت اليوم محل توافق كل المكونات وأطراف الصراع علاوة على أنه استطاع أن يعقد مؤتمرات في أغلب محافظات الجنوب..
يواجه هذا المكون نوعاً من التهميش والإقصاء من جميع الأطراف بما فيهم الراعون الإقليميون.. حقيقة شاهدة أمام الجميع لأن قياداته في الداخل نأت بنفسها عن الدخول في ولاءات مشبوهة.. لا يقبل موروثها الوطني أن تقوم بدور ما في لعبة الصراع والمحسوبيات الذي لم يرافق تاريخها السياسي والوطني..
بقيت على مسافة من الجميع وفضّلت أن تقوم بدور يجمع ولا يفرق، تحاول الدفع بتوحيد خطاب المكونات في منصة واحدة، تجمع كل مكونات الجنوب تحت تمثيل واحد...
من غير المعقول أن يتم إقصاء هذا المكون الأصيل من حضور اتفاق (جدةة الرياض) بصفته وشخصيته الاعتبارية في الوقت الذي تم استدعاء كيانات أقل منه حضوراً وتاريخاً نضالياً؟!
مؤتمر القاهرة الجنوبي الأول ليست الرئيس الأسبق/ علي ناصر محمد ولا دولة المهندس/ حيدر العطاس- رئيس الحكومة اليمنية الأسبق، مستشار رئيس الجمهورية، بل له هيئاته التي تعمل في الداخل الجنوبي ممثلة بالأستاذ المناضل/ عبدالمجيد وحدين، نظيف اليد واللسان، قدّم للقضية الجنوبية ما لم يقدمه غيره منذ يوم 1/11/1995م ونحن نشهد وحاضرون على نشاطه وحضوره العملي والسياسي والفكري والجماهيري!!
ما يؤسف له أن المكونات التي تدعي التمثيل الحصري للجنوب مع الملحقات المضافة تتجاهل حضور شريك شهم ونظيف نقي الولاء والتأريخ والموقف والانتماء للجنوب قولا وعملاً؟!
لا مبرر آخر يمنعهم غير أنهم لا يملكون صلاحية الكلام إلا بما يمليه عليهم الممولون والراعون (الكفلاء) فقط؟!
ولهذا لسنا مستغربين أن يقصوا رفاقهم وتقديم أنفسهم لتمثيل شعب هم أصلا قادمون من ماضٍ كانوا جزءاً من هذه المعاناة بينما ضحاياها الحقيقيون خارج التفاوض والحل....؟؟