عندما يتطاول إعلاميو السلالة وقيادات مشاريعها الإعلامية على اليمنيين، ويجرؤون على الانتقاص من أصولهم الحميرية أو القحطانية علانيةً ودون مواربة في استعلاء سافر بنسبهم الهاشمي، فمعنى هذا أننا نشهد مرحلة ما قبل النهاية للانتفاشة الإمامية كما تحدثنا تجاربهم التاريخية في عهودهم البائدة. طالما تحاشينا نحن اليمنيون الحديث عن الإمامة دون تخصيص الهاشميين منهم؛ كرماً منا؛ وحلماً؛ وحرصاً على عدم نكئ الجراح أو التشجيع على الصراع الطبقي الذي أسّسوه في المجتمع اليمني ليقتاتوا من خلاله، وهذا الكرم الذي نتحلى به تجاههم هو امتداد لكرم أجدادنا تجاه أجدادهم الوافدين، حيث دأب اليمنيون على منح دهاقنة السلالة خيرات محاصيلهم ومنتجات أبقارهم وصغار دجاجهم وكبار بيضها؛ حيث نبتت تلك الأجسام من دجاج وبيض عجائز أريافنا، وتكونت جيناتهم الوراثية بفضل سمن وزبدة أبقارنا التي جادت عليهم بخير منتجاتها. فهل يدرك متطاولو السلالة على اليمنيين بأنهم يكشفون عن قبح سافر ونكران معروف كمن يعض اليد التي امتدت إليه بالخير؟ وأن أجزاءً أصيلةً من ألسنتهم النتنة التي بدت منها العداوة والحماقة والفجاجة هل يدركون أن ألسنتهم تلك قد تكوّنت بفضل ألبان وأجبان ودهون اليمنيين الممتدة إليهم بالتوارث عن أجدادهم الأقربين؟ بعيداً عن هذا اللغط الذي نأنف التوقف عنده أو الخوض فيه؛ فإن تاريخ السلالة يخبرنا عن مراحل تكوّن مشاريع الإمامة الهاشمية في اليمن والتي تمر بأربعة أطوار: طور الكمون، وطور التمدد، وطور التسلط، وطور الانكفاء. حيث يظل المشروع الإمامي كامناً في فترات الضعف لا يجرؤ على التعبير عن أفكاره ومعتقداته؛ مستخدماً التقية في تعاملاته وعلاقاته، وتكون السمة الغالبة عليهم في هذا الطور هي المسكنة والاستجداء وانتظار الهبات والصدقات التي يفترون كذباً أنهم لا يقبلونها على أنفسهم. فإذا ما واتت الظروف أمام المشروع السلالي ينتقل إلى طور التمدد المتدرج تحت يافطات زيدية وفكرية سلمية، وتكون السمة الغالبة عليهم في هذا الطور هي نسج العلاقات والمصاهرات وبناء الاستقلال المالي والإعداد العسكري الداخلي بالتعاون مع أي شيطان رجيم. ثم ينتقلون إلى طور التسلط والحكم بالقوة والقهر، وتنتهي مدة هذا الطور حينما يجرؤون على التعبير عن أفكارهم ومعتقداتهم بوضوح بما في ذلك حقيقة احتقارهم لليمنيين أهل الأرض وأصحاب الفضل عليهم الذين استضافوهم طيلة قرون، وهم اليمنيون أنفسهم الذين لا تريد لهم السلالة سوى أن تستخدمهم بيادق في مربعات شطرنجهم السياسي، وبنادقاً في جبهات مشروعهم العسكري، وحين ظهور هذا القبح منهم يبدأ طور النهاية طور الانكفاء والتقهقر والتلاشي على وقع صحوة بنادق اليمنيين نحو نحورهم المنتفخة بأوساخ الجباية والسرقة والعنصرية معاً. لا أدري هل قرأ أولئك المتطاولون كتاب "يتيمة الأحزان" الذي ألفته حفيدة الهالك يحيى حميد الدين واسمها "تقية" بعد ثورة سبتمبر؟ أتمنى أن يأخذوا نسخة منه من أقرب مكتبة إليهم فلعلهم أن يجدوا فيه عبرة. نقلاً عن العاصمة اونلاين
د. عمر ردمان
إلى الذين نبتت أجسامهم من دجاجنا! 893