صحيفة "أخبار اليوم" صوت المقاومة وصوت الشرعية, وصوت الوطن والمواطن من حوف حتى الجوف, أول صحيفة يمنية حملت على عاتقها هي وصحفيّيها المشروع الوطني المقدس في مناهضة ومقاومة الحوثيون إعلاميا, وتصدت لهم منذ الوهلة الأولى وهم لازالوا مخبئين في جحورهم بكهوف صعدة, واجهتهم بشجاعة لا نظير لها, وضحت بالغالي والنفيس في سبيل الانتصار للوطن والمواطن، والانتصار لهما على هذه المليشيا التدميرية. في وقت كانت غالبية الصحف والصحفيين يتسابقون إلي أحضان السيد وجماعته, كانت الصحيفة وصحفيّيها يحذرون من خطر هذه الجماعة, ظلت الصحيفة ماضية على نهجها في التصدي للفكر الإيراني الحوثي الصفوي, ولم تتراجع قيد أنملة, مضت على دربها سائرة, لم تلتفت لما كانت تتلقاه من تهديدات حوثيه مستمرة, بالتوقف عن الكتابة عنهم, هذا وهم لازالوا في صعده ويعملون من تحت الطاولة لإسقاط الدولة, بعد ذلك تم اختطاف رئيس مجلس إدارتها الزميل الأستاذ/ سيف محمد أحمد، داخل أمانة العاصمة واقتياده إلي مبنى الأمن القومي, ليتضح لاحقا أن الخاطفين ضباط في الأمن القومي يتبعون الحوثيين, وغيرها من أساليب الترويع والتهديد التي كانت تتلقاها الصحيفة وبصورة يومية من الحوثيين؛ لإيقافها عن نهجها الذي تسير عليه في مناهضتهم. وصل الحوثيون إلي صنعاء وكان أول فعل لهم بداخلها هو مداهمة مقر مؤسسة "الشموع" و"صحيفة أخبار اليوم" والسيطرة عليه إلي يومنا هذا, ونهبوا باصات توزيع الصحيفة, ومعداتها, وشردوا عمالها, وقمعوا عدداً من صحفيّيها, وداهموا عدداً من منازلهم, وضايقوا وروعوا أسرهم, ودفع صحفيّي "أخبار اليوم " ثمن دفاعهم عن الوطن غالياً جداً, لم يحصل أن دفعته أو دفعه أي صحفي أو صحيفة على مستوى الوطن. بعد ذلك فرت الصحيفة إلي عدن، وواصلت الإصدار من هناك متغلبة على كثير من العوائق والصعاب, إلا إن الحوثيين لاحقوها إلي عدن، وذلك عبر مُندسيهم وأياديهم بالحراك، فتم مضايقتها وصولاً إلي إحراقها. اليوم وبعد هذه المسيرة الطويلة من المعاناة والمضايقات، وبعد سجل وطني كبير حافل بالنضال، عاودت الصحيفة قبل أشهر الصدور من مدينة مأرب وبجهود ذاتية, ولقد أَقْدَمَ الأستاذ سيف الحاضري، على بيع منزله لكي تعاود الصحيفة الإصدار, إلا أن تكاليف الطبع وإيجارات المقر والمطبعة والورق وغيرها, وعدم قدرة الصحيفة على التوزيع إلي داخل المناطق المحررة، وغيرها من الصعاب والمعوقات برزت كأسباب تهدد الصحيفة بالتوقف عن الصدور. لماذا لا يتم تعويض الصحيفة وصحفيّيها؟!! صحيفة الأيام تم تعويضها بأكثر من 2مليار دولار، وهي لم تقدم ولو ربع ما قدمته "أخبار اليوم" من تضحيات جسيمة, فمن يا ترى يقف عائقاً أمام تعويض أخبار اليوم؟!، وهل للحوثيين يدٌ في ذلك؟! فهم الوحيدون المستفيدون من محاربة الصحيفة وممَّا يجري لها، وممَّا يحصل لها من تهميش ومصادرة لحقوقها وحقوق صحفيِّيها!!. صحيفة أخبار اليوم وصحفيِّيها أول من حمل راية المقاومة، وهو حق لها ولصحفيِّيها أن تعوض وتكرم, لا أن تُهمش وتُحارب؟!.
محمد علي المقري
لمصلحة من استهداف "أخبار اليوم" وصحفيّيها؟ 1913