;
فيصل الصفواني
فيصل الصفواني

استعادة الشرعية للمدن المحررة . 888

2018-08-06 12:19:03

ما يبديه النظام الدولي من قلق مستمر حيال ما يجري في اليمن، ليس بدافع الخوف على اليمن أو الحرص على أرواح اليمنيين، بل بدافع الخوف من نجاح التحالف العربي في تحقيق اهدافه الاستراتيجية في اليمن. ومما لاشك فيه أن النجاحات الايجابية التي حققتها قوات التحالف،على أرض الواقع اليمني كثيرة جدا، ولا ينكرها من اليمنيين إلا جاحد أو جاهل يدفعه جهله وتعصبه السياسي والحزبي لتغليب المزايدات الإعلامية على الحقائق والمعطيات الواقعية. ولكن ظهور الكيانات الميليشاوية مجدداً في بعض المدن المحررة وقيامها بمهام أمنية بالغة الأهمية، مع عدم تمكين حكومة الشرعية من استعادة سلطاتها العامة وعدم قدرتها على قيامها الدستورية في تلك المدن، أدى إلى تشكيل واقع سلبي ومخيب للآمال لن يقتصر أثره على مستوى تلك المدن فقط وإنما سيمتد أثره في كل أرجاء البلاد. فكيف سيتسنى لقيادات الجيش الوطني إقناع أفرادهم أن يستبسلوا باقتحام بقية المدن اليمنية وتحريرها من الميليشيات الحوثية وهم يعلمون انها ستخضع لهيمنة ميليشات جديدة ترفض الاحتكام لشرعية الدولة وتجاهر بتمرد ها على هيئاتها الحكومية. أما على المستوى الخارجي فالأثر أكبر مما نتصور، إذ ستؤدي مثل هذه النتائج إلى إضعاف الموقف السياسي لممثلي خارجيات دول التحالف واحراجهم في محافل السياسة الدولية. فالانتصارات العسكرية التي حققتها قوات التحالف والشرعية سابقاً في اليمن لم تكن بمعزل عن النجاح السياسي بأي حال من الأحوال، بل إن كل انتصار عسكري كان يسبقه انتصار سياسي أو يتزامن معه. وقد تابعنا جميعا ذلكم النجاح السياسي المشرف والمتميز، الذي حققته خارجية المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، عبر قنواتها الدبلوماسية خلال الأعوام الثلاث الماضية . والذي نتج عنه حشد التأييد الدولي والأممي الداعم لمشروعية الحرب التي تخوضها قوات التحالف العربي ضد الانقلاب الحوثي في اليمن. ومما يجدر بنا معرفته وإعادة التذكير فيه، أن النجاحات الدبلوماسية والسياسية في عالم اليوم هي التي تمنح الانتصارات العسكرية على الأرض طابع الأهمية وتوفر لها المشروعية المنبثقة من القوانين الدولية والإقليمية. فأي لساناً دبلوماسياً وأي مسوغات سياسية سيستخدمها ممثلو الدبلوماسية الإقليمية، مجدداً في إإقناع العالم وحكوماته المتعددة، بضرورة استكمال الحرب لتحرير بقية المدن اليمنية، إذا كانت المدن المحررة قد خضعت مجددا لميليشا جديدة تقدم نفسها كبديل انقلابي عن الحوثيين،على غرار ما يحدث في كل من مدينة عدن وشبوة وتعز ولحج. لذلك تراودنا ثقة عالية بان قيادة التحالف العربي لن تقبل باستمرار مثل هذه الاضطرابات، حتى إن وجد من يدعمها من دول التحالف أو من الأطراف اليمنية. فأي مدينة تم تحريرها من الحوثيين ولا تخضع لحكومة اليمن الشرعية تحتاج لاستكمال تحريرها من الميليشيات الجدد وإعادتها لسلطة الشرعية، وإلا فلا معنى لأي تحرير من هذا النوع. ومهما كانت السلبيات فلا يمكننا التعامل معها الا باعتبارها أخطاء لا تخلو منها أي حرب وسيتم تصحيحها في أقرب وقت ممكن. أما من يسوق هذا النوع من الأخطاء على أنها محددات الفشل لقيادة التحالف العربي ودليل إخفاقها في تمكين الشرعية من استعادة المدن اليمنية المحررة، فهو واهما بكل تأكيد. لأن الحرب في اليمن ووفقا لاستراتيجية النظام الاقليمي والذي نحن جزء منه،ليست إلا محطة انطلاقة وبداية حقيقية تهدف لحماية حاضرنا ومستقبل أجيالنا من كل المشاريع الانقلابية في اليمن والخليج بشكل عام.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد