كان يفترض أن هذا اليوم يكون من أجمل أيام حياتي، لأنه يوم تكريمنا من قبل رئيس جامعة عدن الدكتور/ الخضر لصور وكوكبة من الدكاترة الأكاديميين.. إلى اللحظة الأخيرة قبل ما أخرج من الجامعة وكل شيء تمام.. بس المشكلة هناك عند جولة البط اللي شفته من كثرة حرارة الشمس جولة تماسيح!...
مليه ايش في؟! ايش الناس دونا؟! ايش الأمة الواقفة هادي؟!!... قالوا: مافيش باصات بسبب أزمة البترول.. طيب واني كيف أروح للشيخ؟! كيف أوصل لبيتي؟!... طيب أني مش مشكلة بوقف وبنتظر، بس أولادي اللى وعدتهم أني عازماهم على الغداء بعد الاحتفال؟!! مليه الشمس باتعورهم ياخلق الله... ابدا.... ساعة ونص ونحنا واقفين وكل ما يجي باص يتكاوشوا فوقه الناس كووولهم.. طيب في حريم وأطفال محد رحمهم، كان مثل يوم القيامة، نفسي نفسي.
طيب لاهنا وعاد نحنا تمام رغم الشمس اللى خلتني افور فوران اني والأولاد.. لكن بالله ياجماعه ايش رأيكم لما يجزعوا مجموعة من الشباب يضحكوا على الناس الواقفة ويرجموا بكلمات كبيرة خارجة عن حدود الأدب ويتمسخروا من حال الناس دونا وكأنهم عملوا جريمة بوقفتهم في الشارع وحاجتهم لمواصلات ترجعهم بيوتهم.. طيب وايش رأيكم من أصحاب سيارات فارهه يمروا شاطحين ويعملوا بالابهام لايكاتماليش معنى...
ايش هذا؟! يعنى معقول ان في داخل مجتمعنا من هادون الناس الذي يحبوا يدعسوا على جراح المساكين والمحتاجين والغلابى علينا ومجبورين نتحمله، وكيف لو سقط إنسان في حفره الحاجة الماسه؟.
اني قلت لكم من قبل ان الحرب له أتار سلبيه كثير، بس من أهم أثاره انه تقتل احساسنا بالناس في بعض الأحيان وتنسينا ان نحنا بشر وممكن نوقف في نفس المكان الذي وقف فيه غيرنا ونحنا للأسف تفلنا فوقه وجزعنا الطريق....
