تعويض الخسارة الثقيلة بالأربعة أمام باريس سان جرمان في ذهاب الدور الثاني لدوري أبطال أوروبا أمر صعب على برشلونة، ومع ذلك سيجرب حظه إياباً مساء الأربعاء في كامب نو.. إذا نجح سيدخل الفريق الكاتالوني تاريخ المسابقة الكبرى من أوسع أبوابها لأن قطب العاصمة الفرنسية وضع العارضة عالية جداً تماماً كما فعل الكوبي خافيير سوتومايور في 23 يوليو 1993 عندما وثب الى ارتفاع 2,45م خلال ملتقى سلمنقة الإسباني.. ومنذ نحو 24 عاماً أخفق الكثيرون في تحطيم الرقم وإن اقترب منه القطري معتز برشم وحده حيث سجل 2,43 م في 5 سبتمبر 2014.
وبعد.. هل يسجل برشلونة "رقماً عالمياً" جديداً؟ إذا فعل فأول المغتبطين بالإنجاز سيكون مدربه لويس أنريكه.. الانتقادات بحقه تصاعدت في الشهور الأخيرة بسبب أداء الفريق الى أن جاءت الصفعة من سان جرمان، وهذا ما عجّل في اتخاذ قراره بالرحيل عندما ينتهي الموسم الجاري، ثم انتظر نتيجة كاسحة يحققها فريقه ليعلن القرار على الملأ، وهذا ما حدث غداة الفوز على سبورتينغ خيخون مطلع الشهر الجاري.. يشعر بأن العمل الذي قام به منذ 2014 لم يحظ بالتقدير الذي يأمله من الجمهور أو من الإعلام مع أنه حقق 8 ألقاب في موسمين ونصف منها 2 في الليغا وواحد في دوري الأبطال، ما يضعه في المرتبة الثالثة من هذه الزاوية بعد غوارديولا (14 لقباً) ويوهان كرويف (11).. ولكن هناك من يقول له أنت خرجت من ربع نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي على يد أتلتيكو مدريد، وصرت على حافة الخروج من الدور الثاني هذا الموسم.. ثم ان العلاقة بينك وبين ميسي سطحية، ونحن نرتضي أن نضحي بك بدل أن نضحي بالبرغوث الأرجنتيني.. مطلع يناير 2015 تركته على مقعد البدلاء في لقاء سوسييداد (صفر - 1)، ومنذ ذلك التاريخ وعلاقتكما ببعض سطحية جداً بحيث لا تتبادلان التحية كما لا تتبادلان الرأي إلا عبر وسطاء في الجهاز التدريبي.
توقيت إعلان الرحيل من قبل لويس أنريكه سيئ أو غير سيئ، أمر لا يهم عشاق برشلونة كثيراً، ولكن المدرب يود الخروج برأس مرفوعة.. هناك استحقاق الأربعاء وكذلك استحقاق الكلاسيكو ضد ريال مدريد في سانتياغو برنابيو في 23 ابريل ضمن الجولة الـ33، والذي سيحدد الى حد كبير من سيتوج بطلاً لليغا.
وعلى ضوء كل ذلك، سيكون لقاء الأربعاء استثنائياً.. عموماً، الكلمة الفصل لن تكون لميسي ولويس سواريز ونيمار وحدهم ولكن أيضاً لكافاني ودي ماريا ودراكسلر وفيراتي وتياغو سيلفا وماركينيوس ومدربهم أوناي ايميري.. ولا يرغب أحد من الباريسيين طبعاً بأن تتحول نتيجة مباراة الذهاب الى فقاقيع صابون أو قصر من الرمال على ضفاف الشاطئ.
** نقلا عن استاد الدوحة القطرية