مرور 13 عاماً على آخر بطولة دوري حققها الفرنسي آرسين فينجر مع ناديه أرسنال، رقم مخيف في سجل المدربين متوسطي المستوى، فكيف إن ارتبط الرقم مع الخبير الفرنسي.
هذا الرقم السلبي لا يمكن تبريره، فقبل سنوات عديدة كان فينجر وبعض من جماهير أرسنال يتعذرون بأندية الأموال التي تسببت بسحب بساط الألقاب منهم، مع تكريس فكرة عدم الصرف المبالغ فيه، حتى وإن كان هذا الأمر يبعد النادي اللندني عن الألقاب، ولكن هذا كله انتهى الموسم الماضي، حينما حقق ليستر سيتي لقب الدوري وقيمة تشكيلته لا تزيد عن 60 مليون باوند، هذا الإنجاز التاريخي لرجال كلاوديو رانييري عرّى فينجر من كل المبررات التي كان يرددها لسنوات عديدة، فمهما كانت ظروف ناديه فلن تكون بأقل من ظروف ليستر سيتي الذي انتزع لقباً تاريخياً.
السؤال الذي يطرح نفسه.. لماذا ابتعد فينجر عن الألقاب أو حتى المنافسة الشرسة على بطولة الدوري؟ فينجر هو آخر المدربين الذين يطلق عليهم لقب "مدير فني" بصلاحيات تتجاوز فكرة الجوانب الفنية للفريق الأول، إلى رسم سياسات للنادي، وفرض عقوبات وتحديد سقف لرواتب اللاعبين وخلافه من الأمور التي لا يملكها أي مدرب في العالم حالياً بعد اعتزال السير أليكس فيرجسون.
الأمجاد التي عاشها فينجر في الماضي، كونت هذه الشخصية للمدرب الفرنسي، فلم يتغير في أسلوبه الإدارة مع لاعبيه رغم تغيير الزمن وتغير الظروف المحيطة، فمدرب أرسنال يعامل لاعبيه وكأنهم أشبه بـ"الروبوت"، لا يتحدث عاطفياً معهم، لا يعاتبهم، ولا يظهر شخصية مقربة للاعبين، ولنا في محمد النني النجم المصري في المدفعجية خير مثال، حينما صرح بأن فينجر لا يعاتب اللاعبين حتى وإن خسر الفريق بنتيجة 10 أهداف.!
كرة القدم تغيرت كثيراً اليوم، لا يكفي أن تكون مدرب خططي مميز حتى تنجح، جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد في إحدى المقابلات التي أجراها، كشف أن اللاعبين "الرجال" الذي عاش معهم في العقد الماضي بمختلف الأندية لم يعودوا موجودين، المسؤولية قلت والتفكير المادي طغى عليهم، وأصبحوا بحاجة لمعاملة خاصة مليئة بالعاطفة حتى يقدموا كل ما لديهم، ولعل هذا الأمر الذي قاله "سبيشال وان" هو ذاته سبب فشله الموسم الماضي مع تشيلسي، حينما كان قاسياً بانتقاده لعدد من لاعبي الفريق، فكانت النتيجة تمرد البعض عليه حتى أتت إقالته رغم أقل من 8 شهور على تحقيقه لقب الدوري الإنجليزي.
ملخص الأمر، أن فينجر بحاجة لمراجعة نفسه في كثير من الأمور وتقديم تنازلات معينة ليكون أكثر قرباً للاعبين، فيورجن كلوب مع ليفربول لا يملك فريق بقوة عناصر أرسنال، لكنه يبلي بشكل مميز، لقربه من اللاعبين وشحذ همتهم ومخاطبة عاطفتهم ليقدم كل منهم 120% مما يملك، وهذا ما ينقص فينجر وسياسة الروبوت التي ولى زمانها.