يعي الأوروبيون أنهم لن يحصلوا على نسبة 40 % من عدد المقاعد في مونديال 2026 بعدما أقر مجلس الفيفا رسمياً رفع عددها من 32 مقعداً الى 48.. والصيغة المطروحة حالياً هي أن يكون نصيب افريقيا 9 مقاعد (كانت 5)، وآسيا 8 (4.5) والكونكاكاف 6 (3.5) وأميركا الجنوبية 7 (4.5) وأوقيانيا (0.5) وأوروبا 16 (13) فضلاً عن واحد للدولة المنظمة أياً كانت القارة التي تنتمي اليها.. سيكون لأوروبا 3 مقاعد جديدة بيد أن النسبة المخصصة لها ستتقلص الى 33 % ولو بقيت النسبة 40 % لارتفعت حصة القارة العجوز الى 19 بطاقة.. ويعلم مسؤولوها أن منحهم هذا العدد غير وارد فقرروا شن هجوم معاكس ولكن في ميدان آخر.
ما قرره الأوروبيون هو التحكم بتوزيع بطاقاتهم على المجموعات الـ16 في الدور الأول بواقع منتخب واحد في كل مجموعة (في كل مجموعة 3 منتخبات، ويصعد الاول والثاني الى الدور الثاني)، وهم يرون أن مستوى منتخباتهم سيمكن أكبر عدد منها من تخطي الدور الأول علماً بأنه وفق نظام الـ32 منتخباً كانت هناك 5 مجموعات (من أصل 8) يضم كل منها منتخبين أوروبيين إثنين.. وهذا ما لا يريد الأوروبيون أن يتكرر.
اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي صاغت مطالبها بوضوح قبل أن تعرضها وتدافع عنها أمام الفيفا في الأسابيع والأشهر المقبلة، أي ستضع خارطة طريق تحقق لها أمنياتها، وأغلب الظن أنها ناقشت هذا الأمر مع رئيس الفيفا جاني أنفانتينو.
خلاصة القول: إذا ما نجحت خطة الأوروبيين بوضع منتخب واحد من جلدتهم في كل مجموعة فإن قرعة الدور الأول للمونديال اعتباراً من 2026 ستكون موجهة.. فماذا عن تصنيف الفيفا والمعايير الرياضية؟ وما هي خطة عمل كل من الاتحادات القارية الأخرى؟.
وكالعادة، هناك فعل من الاتحاد الأوروبي، وردات فعل من الاتحادات القارية الأخرى.
سيعود جمهور كرة القدم العربي الى التركيز على الملاعب الأوروبية بعدما انتهت بطولة إفريقيا الحادية والثلاثون.. لن يأسف أحد على انتهائها لأنه لولا بلوغ المنتخب المصري مباراة القمة لأجمعنا على أنها كانت فاشلة بامتياز تنظيمياً وفنياً وجماهيرياً إذا ما قارناها بمعظم البطولات الثلاثين السابقة.. وهكذا، ستتكحل الأعين الثلاثاء والأربعاء بمنافسات الدور الثاني من دوري الأبطال من دون أن يكون عدد كبير من عشاق هذا النادي أو ذاك مطمئنين الى مستواه.. عشاق ريال مدريد حامل اللقب خائفون من نابولي الذي صعق مستضيفه بولونيا 7 - 1، وموناكو مستمر في عرض عضلاته الهجومية بعدما استعاد الكولومبي فالكاو خطورته وربما لا تثبت دفاعات مانشستر سيتي أمامه، وسيحاول سان جرمان مع جديده دراكسلر فك عقدة برشلونة.. أما الغموض الأشد فيلف مباراة بايرن ميونيخ وأرسنال.. تحتار أي من الإثنين أسوأ من الآخر.. تشلسي نحر جاره اللندني 3 - 1 وأبعده نهائياً عن لقب البريميرليغ، وبايرن ميونيخ تعادل مع ضيفه شالكه 1 - 1 ولم يكن يستحق النقطة لدرجة أن حارسه مانويل نوير قال بالحرف الواحد: «إذا بقينا نلعب بهذا المستوى فلن نحرز أي لقب»!.
** نقلا عن استاد الدوحة القطرية