حتى أوروبا خرجت فائزة، على غرار القارات الأخرى، باعتبار أن فلورنتينو بيريز وجوزيب بارتوميو رئيسي نادييها الكبيرين ريال مدريد وبرشلونة، وقفا مع القرار التاريخي الذي اتخذه مجلس الفيفا بالإجماع والقاضي برفع عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم الى 48 اعتباراً من 2026 (مونديال قطر 2022 سيكون محطة رئيسية ليس فقط لكونه الوحيد الذي ستستضيفه منطقة الشرق الأوسط ولكن أيضاً لكونه الأخير الذي سيقام باشتراك 32 منتخباً).. وفي المقابل، من عارض القرار قبل أن يتخذ، على غرار رئيس جمعية الأندية الأوروبية كارل هاينتس رومينيغه، كان يعلم مسبقاً أن معارضته ليست مبنية على أسس موضوعية.
لاشك أن المستوى الفني في الدور الأول تحديداً (12 يوماً من أصل عدد أيام المسابقة وهو 32) لن يسيل اللعاب، وربما يصل الأمر الى حد الملل.. مع ذلك، ومقابل هذا الملل الذي سيرتديه عدد قليل من المباريات من أصل العدد الإجمالي وهو 80 مباراة (العدد الحالي بوجود 32 منتخباً هو 64 مباراة) هناك عامل الحلم.. ستحلم دول كثيرة بأن تكون من بين تلك التي ستحصل على إحدى البطاقات الـ16 الجديدة.. الفرصة صارت أكبر، وستكسب اللعبة مساحات أوسع من أراضي المعمورة مع ارتفاع نحو 640 مليون دولار في الإيرادات بالمقارنة مع إيرادات مونديال 2018 الروسي.. ثم إن من يتمسك بعامل الإثارة والمستوى الفني الراقي بمقدوره أن يبدأ في متابعة المسابقة من الدور الثاني وحتى المباراة النهائية (32 مباراة).
32 يوماً و80 مباراة مع إمكانية تكليف أكثر من دولة بتنظيم المونديال بصيغته الجديدة (الولايات المتحدة وكندا وربما أيضاً المكسيك لمونديال 2026).. ومن «المطبات» نذكر: في الجولة الثالثة والأخيرة لدور المجموعات من النظام الحالي (8 مجموعات في كل منها 4 منتخبات) هناك مباراتان في توقيت واحد منعاً للتلاعب.. وفي الصيغة الجديدة 16 مجموعة في كل منها 3 منتخبات و3 مباريات، وسيخوض كل منتخب مباراتين، ما يعني أن إمكانية التلاعب أكبر، ولذا ستفرض ركلات الترجيح على كل مباراة تنتهي بالتعادل بعد مرور 90 دقيقة في دور المجموعات.. مع ذلك سيخوض منتخب مباراته الأولى ثم سينتظر اقامة المباراة بين المنتخبين الآخرين بعد 4 أيام على أن يخوض مباراته الثانية والأخيرة بعد 4 ايام أخرى، والمجموع 8 أيام.. هذا يعني أن فترة الراحة تتفاوت بوضوح بين المنتخبات الثلاثة.
ويبقى السؤال الأهم: كيف ستتوزع البطاقات الـ16 الجديدة على القارات؟.
حالياً، هناك 13 بطاقة من 32 لأوروبا، والنسبة 40 %.. بالنسبة الى الكثيرين، فإن القارات الأخرى مظلومة لأن اللعبة انتشرت فيها انتشاراً واضحاً في العقود الماضية، وطالما أنه ليس ممكناً خفض عدد البطاقات المخصصة للقارة العجوز ارتأى رئيس الفيفا الجديد إنفانتينو صيغة جديدة تكفل لكل قارة بطاقات أكثر ولو بنسب متفاوتة: اوروبا من 13 الى 16 بطاقة (انخفضت النسبة من 40 % الى 33 %)، افريقيا التي تملك 54 اتحاداً في الفيفا مثل أوروبا تقريباً سيكون لها 9 بطاقات بدلاً من 5، وأميركا الجنوبية ستحصل على 7 بطاقات بدلاً من 4.5، والكونكاكاف 6 بطاقات بدلاً من 3.5، وآسيا 8 بطاقات بدلاً من 4.5، وأوقيانيا بطاقة كاملة بدلاً من نصف بطاقة، أما البطاقة الأخيرة فهي للدولة المنظمة.
طبعاً، هذا التوزيع غير نهائي ولا رسمي، ولكنه باب النقاش الأوسع في المشاورات بين أعضاء مجلس الفيفا خلال الفترة المقبلة، وبصمة إنفانتينو الـ«عبقرينو» وجهت