كل عام وأنتم بخير.. ها هي مسابقات كرة القدم الكبرى قد أقفلت أبوابها مؤقتاً تاركة الساحة لأعياد السنة الجديدة، والإنكليز يبقون استثناء أساسياً وحيداً.. السنة المقبلة "كبيسة"، وفيها كل ما لذ وطاب، والأهم من حملة الألقاب المحلية والدولية وعلى رأسها كأس القارات من 17 يونيو الى 2 يوليو في روسيا هناك تصفيات كأس العالم 2018.. والأهم من الأهم هو ما سيقرره الفيفا عندما يجتمع مجلسه في 9 و10 يناير بالنسبة الى الاقتراح المقدم من رئيسه جاني إنفانتينو والقاضي برفع عدد المنتخبات المشاركة في كأس 2026 وما بعدها من 32 منتخباً الى 48.. مستقبل اللعبة على المحك، والقرار بيد 37 شخصاً هم الرئيس إنفانتينو ونوابه الـ8 فضلاً عن الأعضاء البالغ عددهم 37.
وفق صيغة الـ32 منتخباً هناك 8 مجموعات في كل منها 4 منتخبات.. المباريات: 48 في الدور الأول و8 في دور الستة عشر و4 في ربع النهائي و2 في نصف النهائي وواحدة على المركزين 3 و4 وواحدة نهائية والمجموع 64 مباراة.. وحسب صيغة الـ48 منتخباً هناك 16 مجموعة في كل منها 3 منتخبات: المباريات هي ذاتها ولكن يجب أن يضاف اليها 16 مباراة في دور الإثنين والثلاثين، ليرتفع عدد المباريات الى 80.
على افتراض أن الاقتراح الجديد لقي قبولاً من مجلس الفيفا، وأن أكثر من دولة ستنظم المسابقة عام 2028، يبقى السؤال: ومن أين ستأتون بالوقت الكافي لإقامة 80 مباراة علماً بأن 64 مباراة تقام على مدى شهر كامل حسب الصيغة الحالية؟.
ونتفهم لماذا عارض رئيس الاتحاد الإفريقي عيسى حياتو الصيغة الجديدة.. عدد الدول الإفريقية القادرة على استضافة المسابقة بصيغتها الحالية لا تتجاوز 2 أو 3 في أحسن الحالات، وفي حال رُفع العدد الى 48 منتخباً فإن هذا يعني انه لن تقدر أية دولة سمراء على احتضان المسابقة مستقبلاً ولا حتى في المنام حتى لو استعانت بدولة سمراء ثانية مجاورة.
ولكن ما لا نتفهمه هو رأي اتحاد الأندية الأوروبية (أكثر من 250 نادياً) حيث جاء على لسان رئيسه كارل هاينتس رومينيغه: نحن نعارض الصيغة الجديدة لأنها ستعمل على زيادة الإرهاق الذي يصيب حالياً اللاعبين الدوليين!.. يمكن لرومينيغه أن يلجأ الى أي حجة أخرى ليبتز مالياً وليعارض الهبوط الفني المتوقع والذي لا مفر منه.. أما بالنسبة الى زيادة الإرهاق فحجة جانبها الصواب.. ضمن الصيغة الحالية فإن أقصى حد لمباريات سيخوضها لاعب هو 7 مباريات: 3 في الدور الأول و1 في كل من دور الـ16 وربع ونصف النهائي ومباراة القمة (أو مباراة المركزين 3 و4).. وضمن الصيغة الجديدة لن يخوض أي لاعب أكثر من 7 مباريات ايضاً: 2 في الدور الأول و1 في كل من دور الـ32 والـ16 وربع ونصف النهائي ومباراة القمة.. لا بل ان اللاعب مضطر للعب 3 مباريات في الدور الأول ويمكن أن يودع منتخبه المسابقة نهائياً بعد ذلك في حين أنه ليس مضطراً لخوض أكثر من مباراتين وفقاً للصيغة الجديدة.
ثم ان صيغة التصفيات يمكن أن تتعدل لتخفيض عدد المباريات التي تمتد لأكثر من سنتين.. وبدلاً من أن يخوض اللاعب 10 أو 12 مباراة ذهاباً وإياباً يمكن أن يخوض ربع هذا العدد.. ومن يحرص على راحة اللاعبين يمكن أن يطالب بخفض عدد المباريات في تصفيات بطولة أوروبا أيضاً.. وهذا ما لم نسمعه من رومينيغه ومن لف لفه من قبل.
كل يغني على ليلاه، وسيغني حتى ما بعد حفلات الأعياد.
** نقلا عن استاد الدوحة القطرية