رحم الله جدنا المتنبي الذي عبّر عن مكامن نفوسنا في مناسبات كثيرة رغم بُعد الشّقة بيننا وبينه، وهاهو اليوم يقف على مشارف الأرض السعيدة ليصدح بصوته على لسان كل مواطن يمني حزين قائلاً:
عيدٌ بأيّة حال عدتَ يا عيـدُ بما مضى أم بأمر فيك تجديــدُ
نعم، بأي حال عدت ياعيد؟! واليمن الحبيبة الغالية تئن جريحة وتشكو آلامها والجراح الذي خلفه الانقلابيون نتيجة انقلابهم الارهابي الدموي الذي حوّل السعيدة البلدة الطيبة إلى يمن حزينة..؟!
اليمن السعيدة جرحنا النازف، الملايين من شعب السعيدة مشردون، منازلهم مدمرة، نهب وسلب لمقدرات الشعب، وقتل واختطاف وهدم للمباني على ساكنيها وتفجير دور العبادة وقصف مستمر من قبل العدو الحوفشي الانقلابي والاجرامي. فيا أرض السعيدة يا حبيبة: ماذا حلّ بك وبشعبك العظيم؟!
فتعز ما زال أطفالها يعيشون الخوف والحرمان يوما بعد يوم، وما زالت محاصرة من قبل الانقلابيين وميليشياتهم الشيطانية ممنوع عنها الدواء والغذاء! ودماء أبنائها يتجدد نزفها في كل رمضان وغير رمضان.
نعم بأي حال عدت يا عيد؟! وأبناء شعب السعيدة تقتل مثل النعاج من قبل أبنائها العاقين الانقلابيين، وحرائر تنتهك أعراضها، وجثث أبناء الوطن ملقاة في الشوارع تنهشها الكلاب، ومستشفيات تغلق في وجه المحتاجين من أبنائها، وشباب الثورة السلمية وكل شرفاء اليمن الأوفياء والأحرار يحرقون أنفسهم قهراً وغضباً، وإلا تُمرّغ كرامتهم ويعذّبوا ويقتلوا من قبل عبد إيران وصنيعة مجوس الدولة الفارسية وميلشياته وأنصار زعيم آخر محروق الوجه، وأجزاء من جسده مقطعة بعدما حاول القضاء عليه شعبه لظلمه وخيانته وفساده....
بأي حال عدت يا عيد وشعب اليمن قابض على الجمر، كرامته نازفة، وجيوب أكثرها فارغة، وفساد يحيط به من كل حدب وصوب، وهو يدفع الثمن من قوت أطفاله، وظلمة حاضره وضبابية مستقبله....
هذا هو حال عيد الأضحى عند اليمن العظيم فيا متنبي لهذا العام، فكيف ستكون أعياد الأرض السعيدة القادمة؟! ادعُ معنا لعل الله يرحمنا، وتعود علينا وقد تخلّصت اليمن الحبيبة من جماعة الإرهاب و الانقلاب وميليشيات الشر والإجرام عصابات الطغيان وخفافيش الظلام الحوافيش السلالية الامامية الرجعية.
هشام عميران
بأي حال عدت ياعيد..؟؟!! 1167