ليس غريبا ونحن نخوض هذا المستنقع العفن من الفتن السياسية المتتالية، ليس غريبا أن يخوض أطفالنا هذا المستنقع جاعلا من بعض الحطام ومخلفات البنادق وشظايا الانفجارات ألعابا يتسلون بها كما يتسلى القادة بإنسانيتنا ووجودنا ورغبتنا في البناء والاستقرار والنماء. يحدث هذا في تلك المحافظات التي تشهد مواجهات ونزاعات مسلحة ليرتفع عدد ضحايا الأطفال المتأثرين فيها من مخلفات النزاع المسلح إلى أعداد مهولة ما بين وفاة إلى بتر أطراف واستئصال أعضاء أفسدتها مواد الحرب وأتلفتها عين الإهمال والتواطؤ واللامبالاة . ليس لمنظمات المجتمع المدني حيلة لتلافي تلك الحوادث والإصابات إلا عبر توسيع دائرة التوعيةالتي تنتهجها الكثير منها ، لكن هذا لا يكفي لعدم وجود مساحة وئام وتظافر للجهود بين تلك المنظمات وما يقابلها من جهات الاختصاص في الجانب الحكومي.
فالسياسة وخططها الاستراتيجية والتكتيكية في مساحات النزاع تلك تكاد تخلو من برامج الوقاية التي يمكن أن تخفف كثيرا من إصابات يعاني منها الأطفال على وجه الخصوص لأسباب تعود إلى البنية المعيشية التي تميز المجتمع اليمني حيث يعد الأطفال شريكا أساسايا في واجبات منزلية كثيرة تتجاوز أسوار المنازل إلى أسوار القرية البعيدة حيث يكمن الخطر أثناء الرعي وجلب الماء والاهتمام بالحقل ..
صورة حية التقطتها عدسة أحمد المصورين في احدى مناطق النزاع السياسي في الوطن تظهر أحد الأطفال متأبطا ذراع المدفعية وكأنه يجلس على أرجوحة في حديقة للأطفال.
هذه الصورة أوضحت بجلاء حجم الخلل الذي نعانيه في الوطن داخل الأجهزة الأمنية من جهة وطريقة التنشئة الخاطئة التي عجز عن تربية الأبناء خارج ترسانة السلاح بل وتعتبر انخراط الأطفال في هذه الترسانة ضربا من الرجولة والكمال.
تباً لهكذا سياسة لا يقل شأن الإنسان فيها عن شأن حيوان ضار يمكن أن تصطاده طلقة بندقية ، وتباً لتنشئة اجتماعية خاطئة ألبست أطفال اليمن ثوب الشقاء حتى نسي الطفل تفاصيل روحه وتضاريس جسده..
ما الذي بقي في قاموس السياسة لم يتعلمه أطفال الوطن بعد أن أتقنوا حمل البنادق وأجادوا تصويبها نحو صدور آخرين أجهضتهم بطون العادات والتقاليد..
ألطاف الأهدل
أرجوحتي مدفعية 1309