في سياق العمل السياسي يدرك جميع السياسيين بأن الطريقة الوحيدة التي يصلون من خلالها إلى السلطة هي عبر الانتخابات والاقتراع المباشر وهو ما تؤمن به الولايات المتحدة الامريكية في مواثيقها وأعرافها وكذلك نظامها الأساسي في الحكم بينما تسوق أمريكا هذه التجربة الديمقراطية للعالم على أساس ممارستها لهذه التجربة ونجاحها في أمريكا ولأن للولايات المتحدة الأميركية خصوم, فلذلك لا يمكن مطلقاً من منطلق نفوذها الاستقوائي وأذرعها في المنطقة أن تسمح لخصومها بالوصول إلى السلطة مهما دفعت أمريكا من تكاليف فهي تهدف للحيلولة دون أن يصل خصومها إلى السلطة حتى عبر الطرق التي رسمتها وروجتها ومجرد ما أن تستشعر الولايات المتحدة وصول خصومها السلطة فإنها سرعان ما تلغي ديمقراطيتها لتدفع بخصوم خصومها وتجعلهم أمام المواجهة المباشرة والصراع الاستنزافي من منطلق أمرين إما بقائهما في حالة صراع وإما تمكين خصوم خصومها بغية قطع الطريق على خصومها..
فحينما وصل الإخوان المسلمون إلى السلطة في مصر استخدمت أميركا عبر أذرعها الجيش المصري للدفع بالانقلاب على الرئيس الشرعي والمنتخب والذي جاء وفقاً للشارع المنادي به بعيداً عن توجهه, لكن الشارع دفع به إلى السلطة فلم ترغب بذلك أميركا وحركت الجيش المصري لأنها تدرك بأن الذين أمسكوا بزمام السلطة هم أنفسهم الذي يقارعون أعتى جيش في الشرق الأوسط الجيش الإسرائيلي ويحكمون فعلياً قطاع غزة فمن منطلق هذا الأساس تحركت أميركا وإن كان في سياسة الإخوان بعض اللين والتنازل أحياناً, لكن ذلك لم يشفع لهم
حينما أحس الأمريكان بأن مآل السلطة في اليمن سيكون رديفاً لما جرى في مصر سعت الولايات المتحدة ومعها الخائفون من جماهير الإخوان لقطع الطريق على التيار الإسلامي اليمني عبر عصا الحوثيين المكسورة والنحيفة فقاموا بترميم كسرها وغلظة نحافتها فأصبحت غليظة بدعمهم ومساندتهم غطائهم السياسي أيضاً, فكان الحوثيون في اليمن بمثابة الأداة التي يستخدمونها وكانت أداة لأكثر من طرف كل طرف سعى قضاء حاجته من الحوثيين كالرئيس السابق في القضاء على مكامن القوة للذين ساعدوا في الإطاحة بحكمه في 2011 وكذلك هدف الأمريكان في قطع الحوثيين للطريق دون أن يصل الإسلاميون إلى السلطة وقد نجحوا في ذلك, لكن التيار الإسلامي لازال قوياّ ومتماسكاً ولولا حنكته وحكمته, لكنا اليوم أمام سيناريوهات لا تحمد عقباها..
من المعلوم بأن أمريكا والحوثيين شركاء المرحلة في الحرب ضد الإرهاب كما أكد ذلك البنتاجون لذلك ساعدت أمريكا حلفاءها الحوثيين في الوصول إلى قلب القصر الجمهوري في صنعاء دون أن تطلق رصاصة واحدة بخلاف ما إذا لو كان معلنو البيان الدستوري الجمعة الماضية ينتمون إلى تيار آخر أو جماعة أخرى حتى حزب المؤتمر, ورغم ذلك يمارس الحوثيون الكيد السياسي وعمليات الترهيب ضد خصومهم بشكل تجميلي أمام الأمريكان للقبول بهم على رأس السلطة ولا يدرك الحوثيون بأن ممارساتهم تلك تدفع بهم للخصومة الواسعة وعمليات الانتقام مستقبلاً مالم يتدارك عقلاء الحوثيين الجنون الهستيري والمراهقة الطائفية التي يدفع بها عبدالملك الحوثي جماعته والسلام..
عمر أحمد عبدالله
كيف أوصلت أمريكا الحوثيين إلى القصر الجمهوري ..!! 1511