الحوار في الغرف المغلقة لا يجد شيئا غير ضجيج التصريحات بعد كل فشل ويستمر الإخفاق والبلاد تنهار بدون جدوى..
أزمات تعصف باليمن، انتهاكات هنا وهناك والمليشيات المسلحة تعبث بكل شيء جميل وتقتل الاستقرار وتنشر الرعب و تنظيم القاعدة الإرهابي يستغل الفوضى لتنفيذ عملياته ومهاجمة المعسكرات..
ولعله بعد تعطيل الحوثيين للعملية السياسية وصناعتها لأزمة جديدة أصبحت اليمن مهددة لاستقرار الخليج العربي..
ولعل ما يحدث باليمن سببه التوسع الإيراني بالمنطقة العربية ومحاولة نظام طهران محاصرة الدول الخليجية ولا سيما خصمها الأكبر السعودية وكذا إخضاع اليمن للنفوذ الفارسي كما حدث في العراق وسوريا ولبنان .
وفشلت دول الخليج والدول العربية جميعا في مواجهة النظام الإيراني ووضع حد لأطماعه التوسعية أو ترويضه أو إخضاعه لجزئية من رؤيته أو صيانة حاله أو ضمان حقوقه ومصالحه أو إلزامه بالقيم والأعراف الدولية في حين ترك الغرب المنطقة كلها لإرادة النظام الإيراني.
ونتيجة الخنوع العربي أمام إيران لجأت الأنظمة العربية إلى الركوع لنظام طهران في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ المنطقة فأصبحت الرغبة في الحوار فريضة وأصبحت الصداقة معه من المستحبات الواجبة التي تقع محل الفرض الواجب .
ولعل الأزمة العربية التي سهلت للأطماع الإيرانية كانت صناعة الأنظمة الهشة والقوى السياسية العربية الفاشلة والعاجزة فأصبحت القوى العربية جزءا من بناء أزماتنا.
لهذا لابد من استئناف ثورات الربيع العربي ليس لإسقاط الأنظمة فحسب بل لاجتثاث الأحزاب والقوى السياسية والعمل على بناء وإنشاء قوى ونخب عربية وطنية جديدة كحاضن بديل للمجتمع المصاب باليأس والإحباط.. ولن يكون الحوار برعاية الغرف المغلقة كما يجري بصنعاء.. حلا للازمة بل تعقيد وتهدئة مؤقتة لأيام قليلة.
إيمان سهيل
حوار الغرف المغلقة 1217