تدخل اليمن مرحلة الفراغ السياسي الناتج عن عمق النفوذ الإيراني الممتلئ أيضاً بالتحالفات المبنية على المصالح مع نظام علي صالح ومكامن نفوذه, لاسيما المؤسستين الأمنية والعسكرية وهي إحدى الدوافع والأسباب التي تمكن من خلالها الحوثيون من تقدمهم إلى أن وصلوا بالأمس أن يمهلوا القوى السياسية والشعب يملأ الفراغ السياسي الذي فرضته مليشياتهم خلال الأيام الماضية بقوة السلاح والسطو على المراكز السيادية للدولة ومؤسساتها الرسمية.
تملك إيران في اليمن نفوذاً واسعاً من خلال ذراعها العقدي المتمثل بجماعة الحوثيين وقد دأبت إيران- خلال السنوات الماضية وخصوصاً ما بعد ثورة فبراير من العام 2011- زادت وتيرة الدعم الإيراني المتنامي للحوثيين واستغلال الحالة الهشة التي تعيشها اليمن في تلك الفترة وكان الدعم الإيراني يرتكز على السلاح المتطور بكميات غير محدودة وكذلك الدعم المادي والمالي المباشر إلى جانب الدعم بالتقنيات وكذلك التدريب والتأهيل العسكري والفني وابتعاث طلاب للدراسة في إيران والعودة بالفكر الإيراني الاثنا عشري ومن ثم توزيع الطلاب العائدين إلى مناطق مختلفة أبرزها محافظة تعز للتشويش على الفكر السائد لدى كافة أبناء تعز الأحرار..
يجد المتأمل من خلال تصريحات المسؤولين في النظام الإيراني لهجة مختلفة غير التي كنا نسمعها قبل ثورة فبراير لنجد أنفسنا اليوم نحن اليمنيين أمام نفوذ إيراني تمكن- بقوة سلاحه وعبر أذرعه المنتشرة في اليمن- فصنعاء أصبحت العاصمة الرابعة عربياً تسقط بيد إيران وبأن اليمن أصبحت ساحة للنفوذ الإيراني كما يقول أحد المسؤولين الإيرانيين قبل أيام..
يدرك الكيان الإيراني بأن اليمن بلد يشتد فقره وتزداد معاناة أبنائه فسخر أمواله وكثيراً من سلاحه لإيجاد قدم له في اليمن نكايةً بالمملكة السعودية وترويجاً لمذهبه المنحرف التشيع الاثنا عشري الذي لا يتفق كاملاً المنهج نفسه بل يتعارض ويختلف من كتاب ومصدر لآخر بل ويختلف أئمته ما بين الأسس والفروع وعلى ذلك الأساس يكفر بعضهم بعضا ويحلون دماءهم وأموالهم وأعراضهم مع أنهم من نفس المنهج لكن رؤيتهم مختلفة ويجتهدون في الأصول مع أن الاجتهاد في الأصول ليس صحيحاً بل محرماً..
تملك اليمن كثيراً من السياسيين والدعاة والعلماء ومنهم الحكماء والعقلاء فقط المطلوب منهم التحرك بوتيرة عالية لإيقاف التمدد الإيراني وعدم التمكين له في إيجاد أرضية خصبة لنفوذه الساعّي لتقسيم اليمن وإدخالها في أتون صراع طائفي عريض لا يمكن أن يتوقف في جبال اليمن ولا يمكن أن يغيب دور اليمنيين في هذا الطريق وكل بما يستطيع من الكلمة والمحاضرة وخطبة الجمعة وكذلك في المدارس والجامعات والكليات والقنوات والجرائد والمجلات وغيرها لأن اليمن أمانة في أعناق جميع اليمنيين وليس السياسيين فحسب.. والسلام
عمر أحمد عبدالله
النفوذ الإيراني في ظل الفراغ السياسي في اليمن ..!! 1250