حوار دقيق حول موضوع هام هو حينما استوقفت ذلك الطفل السلفي وسألته عن مدى حبه للنبي صلى الله عليه وسلم وبماذا يزيد عليه الحوثيون في حبِّهم .. فكان الرد من أجمل ما سمعت كان في مخيلتي أن هذا الطفل ذا الأعوام السبعة لم يكن عالماً جليلاً يجب الإنصات إليه والتوقُّف مع كلماته بعد أن أهدر ذلك الكم الهائل من الحديث الذي لم أكن أتوقعه منه فقال بمنطق الواثق العارف: نحن تعلمنا أن نحتفل بنبيِّنا بتطبيقنا لشريعته ولزوم أمره وترك نواهيه وأن نبني المجتمع المسلم منذ النشأه كي نحصد نتيجة الحب الحقيقي للمصطفى صلى الله عليه وسلم وبذلك فنحن جنده نضرب بأجنحتنا الأرض لنرسل نوره وهديه للبشرية .. ثم بدأ يحدثني عن الحوثيين فقال: احتفال الحوثيين بمولد النبي إنما هو لهدفٍ في أنفسهم وإلا لو كانوا جادين حقاً في محبتهم ما قتلوا النفس المحرَّمة وما أخذوا المال الحرام لمثل هذه الاحتفالات, بل لو كانوا جادين حقاً ما رضيت عنهم أمريكا في الوقت الذي اشتدت فيه الحرب الأمريكية الصليبية على الإسلام وكثير من ديار المسلمين, ثم علمت منه حفظه القرآن كاملاً وآلافاً من أحاديث النبي الصحاح .. انتهى.
ثم انتقل إلى أحد الحوثيين أربعيني العمر فتحدثت معه عن النبي وفضله ومكانه وماهي السبل التي تجلب حبه وتعظيمه والسير على منهاجه ولكني قلتُ في نفسي سوف أوجِّه له سؤالاً عن الاسم الكامل للنبي محمد صلى الله عليه وسلم فقلت له ما هو الاسم الكامل للنبي صلى الله عليه وسلم؟ فرد علي بقوله محمد فقلت له كاملاً؟! فقال محمد بن عبدالله وتوقف, فقلت له أكمل لكنه لم يستطع فحاولت أن أحرف موضوع النقاش كي لا أضعه في موقف مُحرج فتحدثت معه عن فضل المدارس ودور القرآن ومراكز العلم وغيرها .. ثم وأنا أحدث نفسي حول هذين الموقفين خجلت من نفسي ومن كثير من الذين يقف على عاتقهم أن يسعوا في هذه الأرض لنشر الحق والمنهج المحمدي الصحيح بين الناس بدلاً من تلك المشاريع الفتاكة التي ظاهرها الفلاح والصلاح وفي باطنها الجحيم والنار في الدنيا والآخرة .. اللهم ثبِّتنا على الحق حتى نلقاك.
عمر أحمد عبدالله
في ذكرى المولد النبوي 1230