الاحتفاء بمولد معلم الإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم, ليس ضرورياً أن يكون بحشد الحشود واستعراض القوى وإلقاء الكلمات المنمقة وإقامة الموالد, إنما يكون بإتباع سنته والعمل بتعاليمه وإحياء القيم النبيلة والسامية، التي جاء بها عليه الصلاة والسلام.. ما قيمة إقامة الاحتفالات والهتافات وترديد الشعارات في الوقت الذي نحن بعيدون فيه كل البعد عن جوهر الرسالة الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وما قيمة الاحتفال بمولده عليه الصلاة والسلام في الوقت الذي يتم فيه سفك الدماء وقتل النفس التي حرم الله تحت مبررات وحجج واهية لا تستند إلى أي دليل.. إن محمداً صلى الله عليه وسلم جاء رحمة للعالمين ولم يأتِ من أجل سيادة أسرة وتمكينها بحيث يكونون هم السادة ومن سواهم عبيد, لا يمكن على الإطلاق ادعاء حب الرسول عليه الصلاة والسلام والانتساب إليه والإصرار في الوقت ذاته على معتقدات وأعمال تتناقض تناقضاً كبيراً مع جوهر ما جاء الدين به...
أعتقد أن أعظم شيء يمكن تقديمه لإثبات حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو العمل الجاد والمخلص على وقف سفك الدماء وإرساء الأمن والاستقرار، والسير بالوطن نحو بناء الدولة الحديثة القائمة على العدل والمساواة والتعايش والقبول بالآخر، دولة يسود فيها والنظام والقانون، ليس فيها سيادة وعبيد ولا مواطنون درجة أولى ومواطنون درجة ثانية...
الإرهاب
الإرهاب آفة خطيرة تهدد حياتنا ومجتمعنا, لا يمكن القضاء عليها إلا من خلال إرساء دعائم الحرية والديمقراطية الحقيقية والمشاركة الواسعة في صناعة القرار, والتوزيع العادل للسطلة والثروة..
هذا الآفة كانت نتاج الاستبداد والظلم والإقصاء، الذي مورس ضد الشعوب في العقود الماضية..
سعي طرفٍ معين الى الهيمنة والاستحواذ وفرض لون واحد ورأي واحد وتهميش الآخرين يعني مزيداً من الارهاب والقتل، والحل يكمن في العودة إلى التوافق والشراكة الوطنية والعمل على تقوية مؤسسات الدولة وتعزيز قيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان..
الحب اكسير الحياة
الأوطان تبنى بالحب, الثورات تنتصر بالحب, الشعوب تتغير بالحب, الحب هو اكسير الحياة, الحب هو أساس الإيمان.. قال أستاذ الحب الأول عليه أفضل الصلاة والسلام: "لن تؤمنوا حتى تحابوا, ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم افشوا السلام بينكم"، فالحب هو السلام، والسلام هو الحب، ولا يمكن أن يكون سلام بدون حب ولا حب بدون سلام..
العنف
العنف يزرع الأحقاد, والأحقاد تظل كامنة في القلوب كقنابل موقوتة..
تيسير السامعى
مولد معلم الانسانية 1122