;
عمر أحمد عبدالله
عمر أحمد عبدالله

الحوثيون والتوظيف السياسي للمولد النبوي 1236

2015-01-03 13:45:43


في مثل يوم الثاني عشر من ربيع الأول عام الفيل سنة 571 من ميلاد عيسى عليه السلام وبعد خمسين يوما من حادثة الفيل.. ولد محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك ابن النضر بن كنانه بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان (وعدنان من صريح ولد إسماعيل عليه السلام) وهذا هو المتفق عليه بين كتاب السير وعالمي الأنساب وما فوق ذلك فيه خلاف كبير نتوقف عن ذكره وقد ولد صلى الله عليه وآله وسلم في دار أبي طالب بشعب بني هاشم وولد يتيماً فقد مات أبوه عبد الله وأمه آمنة بنت وهب حاملاً به لشهرين فحسب فاعتنى به جده عبد المطلب واسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر يقال لها : حليمة بنت ابي لؤي عبد الله بن الحارث هذا اختصار لمولده ونسبه صلى الله عليه وآله وسلم فهو بالنسبة يوم أعز ولكنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يأمرنا بأن نحتفل بهذا الوقت ومن يحتفل بهذا اليوم في عصرنا كالحوثيين هي بالنسبة خديعة وبدعه للمسلمين كافة والحوثيين خاصة يراد منها التوظيف السياسي للحشد والتعبئة بالنسبة لهذه الجماعة المتطرفة والتي لا تهتدي بهدي نبيها او تقتدي به بأفعالها وممارساتها المشينة بحق اليمنيين خصوصاً بعد ثورتهم الوردية التي انتصرت حسب دعواهم في سبتمبر الماضي فعندما ترفع شعارات الصرخة وشعارات تنادي بالمولد إنما هي لدغدغة مشاعر الناس وإلا ماذا صنع الحوثيون وهم ينادون بالنصرة للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم نسمع لهم أي عداء حقيقي مع اليهود بل بالعكس تماماً تعاون مشترك من أجل تحطيم روابط الإسلام الحقيقية لمصلحة اليهود والنصارى ونسأل الله السلامة ، ثم كيف يحتفل الحوثيون بالمولد وهم بعيدون كل البعد عن سنته المطهرة بل ويقدحون في عرضه الشريف ويغلفون كل ذلك حينما يوزعون الشارات الخضراء في المدن اليمنية متخطين كافة العواقب الدينية التي ترفضهم أما مسألة الاحتفال بهذا اليوم فيكون كالتالي:

أول ظهوره: أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون في القرن الرابع، وهم عبيدون ولا صلة لهم بفاطمة رضي الله تعالى عنها، يتظاهرون بأنهم روافض وباطنهم الكفر المحض. أحدثوا ستة موالد: المولد النبوي، ومولد الإمام علي رضي الله عنه، ومولد السيدة فاطمة رضي الله عنها، ومولد الحسن والحسين رضي الله عنهما، ومولد الخليفة الحاضر، ثم أبطلها الأفضل ابن أمير الجيوش ثم أعيدت على يد الآمر بأحكام الله الفاطمي سنة أربع وعشرين وخمسمائة بعد ما كاد الناس أن ينسوها.

وأول من أحدث المولد بمدينة إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري في القرن السابع واستمر العمل به إلى يومنا هذا. ولم تكن هذه الموالد من عمل السلف الصالح أهل القرون الثلاثة المفضلة ولا من عمل الأئمة الأربعة وإنما أحدثها الزنادقة والجهال بعد القرون المفضلة، فهو بدعة في دين الله ولا تجد مشركاً إلا وهو منتقص للرب سبحانه وتعالى ولا مبتدعاً إلا وهو منتقص لرسول الله. صلى الله عليه وآله وسلم قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: ( وإن من جملة ما أحدث الناس من البدع المنكرة الاحتفال بذكرى المولد النبوي في شهر ربيع الأول، وهم في هذا الاحتفال على أنواع:

- فمنهم من يجعله مجرد اجتماع تُقرأ فيه قصة المولد، أو تُقدَّم فيه خطب وقصائد في هذه المناسبة. 

ومنهم من يصنع الطعام والحلوى وغير ذلك ويقدمه لمن حضر.

-ومنهم من يقيمه في المساجد، ومنهم من يقيمه في البيوت.

- ومنهم من لا يقتصر على ما ذكر، فيجعل هذا الاجتماع مشتملاً على محرمات ومنكرات من اختلاط الرجال بالنساء والرقص والغناء، أو أعمال شركية كالاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وندائه، والاستنصار به على الأعداء وغير ذلك.

وهو بجميع أنواعه واختلاف أشكاله واختلاف مقاصد فاعليه لا شك ولا ريب أنه بدعة محرمة محدثة بعد القرون المفضلة بأزمان طويلة.

والذي يليق بالمسلم إنما هو إحياء السنن وإماتة البدع، وألا يقدم على عمل حتى يعلم حكم الله فيه.

هذا وقد يتعلق من يرى إحياء هذه البدعة بشبه أوهى من بيت العنكبوت، ويمكن حصر هذه الشبه فيما يلي:

1- دعواهم أن في ذلك تعظيماً للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.

والجواب عن ذلك نقول: إنما تعظيمه صلى الله عليه وآله وسلم بطاعته، وامتثال أمره، واجتناب نهيه، ومحبته لله، وليس تعظيمه بالبدع والخرافات والمعاصي، والاحتفال بذكرى المولد من هذا القبيل المذموم؛ لأنه معصية. وأشد الناس تعظيماً للنبي صلى الله عليه وآله وسلم هم الصحابة رضي الله عنهم، كما قال عروة بن مسعود لقريش: ( يا قوم! والله لقد وفدت على كسرى وقيصر والملوك، فما رأيت ملكاً يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمداً صلى الله عليه وآله وسلم ، والله ما يمدون النظر إليه تعظيماً له ). ومع هذا التعظيم ما جعلوا يوم مولده عيداً واحتفالاً، ولو كان ذلك مشروعاً ما تركوه.

2- الاحتجاج بأن هذا عمل كثير من الناس في كثير من البلدان.

والجواب عن ذلك نقول: أن الحجة بما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والثابت عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم النهي عن البدع عموماً، وهذا منها.

وعمل الناس إذا خالف الدليل فليس بحجة، وإن كثروا: (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ )[الأنعام:116]، مع أنه لا يزال بحمد الله في كل عصر من ينكر هذه البدعة ويبين بطلانها، فلا حجة بعمل من استمر على إحيائها بعد ما تبين له الحق. فممن أنكر الاحتفال بهذه المناسبة شيخ الإسلام ابن تيمية في [اقتضاء الصراط المستقيم]، والإمام الشاطبي في [الاعتصام]، وابن الحاج في [المدخل]، والشيخ تاج الدين علي ابن عمر اللخمي ألف في إنكاره كتاباً مستقلاً، والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي في كتابه [صيانة الإنسان]، والسيد محمد رشيد رضا ألف فيه رسالة مستقلة، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ألف فيه رسالة مستقلة، وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز، وغير هؤلاء ممن لايزالون يكتبون في إنكار هذه البدعة كل سنة في صفحات الجرائد والمجلات، في الوقت الذي تقام فيه هذه البدعة.

3- يقولون: إن في إقامة المولد إحياء لذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم. 

والجواب عن ذلك أن نقول: إحياء ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما شرعه الله من ذكره في الأذان والإقامة والخطب والصلوات وفي التشهد والصلاة عليه وقراءة سنته واتباع ما جاء به، وهذا شيء مستمر يتكرر في اليوم والليلة دائماً، لا في السنة مرة.

4 - قد يقولون: الاحتفال بذكرى المولد النبوي أحدثه ملك عادل عالم، قصد به التقرب إلى الله!

والجواب عن ذلك أن نقول: البدعة لا تُقبل من أي أحد كان، وحسن القصد لا يسوغ العمل السيئ، وكونه عالماً عادلاً لا يقتضي عصمته.

5- قولهم: إن إقامة المولد من قبيل البدعة الحسنة؛ لأنه ينبئ عن الشكر لله على وجود النبي الكريم!

ويجاب عن ذلك بأن يقال: ليس في البدع شيء حسن؛ فقد قال : صلى الله عليه وآله وسلم من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد }، ويقال أيضاً: لماذا تأخر القيام بهذا الشكر - على زعمكم - إلى آخر القرن السادس، فلم يقم به أفضل القرون من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، وهم أشد محبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأحرص على فعل الخير والقيام بالشكر؛ فهل كان من أحدث بدعة المولد أهدى منهم وأعظم شكراً لله عز وجل؟ حاشا وكلا.

6- قد يقولون: إن الاحتفال بذكرى مولده له ينبئ عن محبته؛ فهو مظهر من مظاهرها وإظهار محبته صلى الله عليه وآله وسلم مشروع! والجواب أن نقول: لاشك أن محبته صلى الله عليه وآله وسلم واجبة على كل مسلم أعظم من محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين - بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه - ولكن ليس معنى ذلك أن نبتدع في ذلك شيئاً لم يشرعه لنا، بل محبته تقتضي طاعته واتباعه؛ فإن ذلك من أعظم مظاهر محبته، كما قيل:

لو كان حبك صادقاً لأطعته *** إن المحب لمن يحب مطيع فمحبته صلى الله عليه وآله وسلم إحياء سنته والعض عليها بالنواجذ ومجانبة ما خالفها من الأقوال والأفعال، ولا شك أن كل ما خالف سنته فهو بدعة مذمومة ومعصية ظاهرة، ومن ذلك الاحتفال بذكرى مولده فإنه من البدع.

وحسن النية لا يبيح الابتداع في الدين؛ فإن الدين مبني على أصلين: الإخلاص، والمتابعة،

قال تعالى: (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ )[البقرة:112]، فإسلام الوجه هو الإخلاص لله، والإحسان هو المتابعة للرسول واتباع السنة ) انتهى كلامه حفظه الله [مجلة البيان].

بطلان عيد المولد من وجوه:

1- أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثبت عنه أنه لما جاء المدينة وعندهم أعياد أبطلها وقال: { عيدنا أهل الإسلام عيد الفطر وعيد الأضحى.

2- أن النصوص تنهى عن البدعة وتصفها بأنها ضلالة ) وكل بدعة ضلالة. (

3- ولذلك أبطل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعياد أهل الجاهلية.

4- أنها من ابتداع الروافض أعداء الإسلام، وهم أهل البدع وبناء القباب والمساجد على القبور.

5- عدم فعل أحد من السلف الصالح لهذه البدعة مع أنهم أكمل إيماناً وأفهم للنصوص وأي شيء يُتدين به ولم يكن من علم السلف فليس بدين بل بدعة محدثة.

المهتمون بالمولد:

1- صنف همُّهم نشر البدعة والتفاني في ذلك وليس من أهل العلم والصلاح وإنما مشهور عنهم التقصير في السنة وفي حضور الجمع والجماعات والطاعات وإنما ينشطون عند البدع مع البيان لأكثرهم أنهم على بدعة ولكنهم مصرون عليها.

2- الجهال من العامة الذين يعتقدون أنها عبادة مشروعة ويتبعون من يقودهم إلى الهاوية.

3- أناس همهم الشهوات مما يجدون في المولد من أكل وشرب واختلاط بالنساء ونحو ذلك.

وبعد هذا أوصي نفسي وإخواني المسلمين بتجنب البدع، ومن وقع في شيء منها فعليه تركها والرجوع إلى السنة، وكذلك معرفة مغازي الأحداث وأسبابها ومسبباتها والدعوة منها واليها والفطنة والذكاء خصوصاً في أمور العقيدة والسنة الصحيحة كي لا نقع فريسة بأيديهم بل وان نبلغ ذلك للخلق ما استطعنا كي نعذر أمام الله جل وعلى وأوصي بقراءة بعض الكتب المتعلقة بذم البدع مثل كتاب [الاعتصام] للشاطبي المالكي رحمه الله، وكتاب [الإبداع في مضار الابتداع] لعلي محفوظ، ورسالة [التحذير من البدع] للشيخ عبد العزيز بن باز، ورسالة [البدع وأثرها السيء في الأمة] لسليم الهلالي وهي رسالة مفيدة جداً على اختصارها.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وأسأل الله أن يغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. والسلام.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد