قنوات المعرفة في عالم العربي بات عبر قنوات تعمل على تضبيب الرؤية وإنتاج ضعف الوعي السياسي و الاجتماعي اليوم بالرغم من التطور الهائل في التقنيات وتعميمها و اتساع مجال تأثير منظومة الإعلام وسرعة تداول المعلومة على المستوى العالمي.
إن دور النخب العربية الغير كفؤ والمبني على أساس الطموحات الشخصية والحزبية والفئوية أفرز بعد ثورات الربيع العربي في بعض البلدان ومنها اليمن سياسات متناقضة ذو هدف قائم هو ضد رغبة الشعوب في التحرر والديمقراطية و تعميم حقوق الإنسان والعدالة و المساواة.
وليس الفشل القائم هو التيار الديني أو ما تمثله من حركات وأحزاب فحسب فقد يكون الفشل وإجهاض الثورات العربية ناجما عن الدور الذي لعبته التمويلات الأجنبية خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد الأوروبي لمنظمات المجتمع المدني التي يمثلها اليساريون والعلمانيون بكثرة في العالم العربي تحت يافطة حقوق الإنسان و الحريات المدنية ومشاريع دعم المشاركة السياسية للشباب والبيئة وغيرها.
وهنا نشير إلى ما طرحه الكاتب العربي بدرالدين الخمالي "لقد شاركت النخب المهترئة في عالمنا العربي في إنتاج الوضع المزري الذي نعيش عليه اليوم وخاصة القوى اليسارية التي انتكصت على عقبيها و تقوقعت في الجانب الأسوأ في الصراع الطبقي ولطخت التاريخ النضالي العربي وتقمصت خطابا غير منسجم مع الأدبيات الثورية التي تنحاز إلى الجماهير وتوجه ثوراتها نحو كسر الأغلال وقيود الديكتاتورية .
واليوم بعد أن أصبح الصراع له وجه مكشوف ومنطق واضح في المواجهة في رقعة الشطرنج الجيو سياسية العربية أصبح خندق التكتلات يضم على خط واحد اليسار والرجعية والإمبريالية والشوفينين و أنصاف المتعلمين و البلطجية و الفاسدين في مواجهة طرف أنتجته عقود من الظلم و العسف و الإجرام المتكرر والسيطرة والاستنزاف و الاحتقار .
ونشير هنا إلى أن المنطق يفرض أن يتفوق التحليل الاستراتيجي على التحليل التكتيكي وان يكون الوعي التاريخي و الفرز السياسي اكبر من مجرد تموضع سياسي تفاعلي مع الأحداث ...لان مسبباتها وظروفها تنتهي بزوالها لنعود إلى الأصل في التركيبة السياسية و الإيديولوجية التي ستصطدم على المدى البعيد في المنطقة فوق فوهة الصراع الطائفي والمذهبي و القبلي.
إيمان سهيل
الحركات الإسلامية ليست وحدها المسؤولة 1313