لا نستطيع التحدث عن ثقافة رياضية شاملة دون أن تكون البداية من المدرسة، فوجود منهج رياضي للنشء يُدرّس تماماً كأي مادة علمية أو أدبية، ووجود اعتماد لأقسام التربية الرياضية في الجامعات الحكومية والخاصة منذ سنوات قريبة, يدلل على أهمية الرياضة كسلوك صحي كما يؤكد أيضاً على أهمية تربية الجيل على ممارسة الرياضة منذ سنٍّ مبكرة ووفق منهجية خاصة تبدأ باللياقة البدنية وتنتهي بأنواع الرياضة العضلية والذهنية المختلفة بأدواتها المتعددة، وتظهر الحاجة لمثل هذه المنهجية بجلاء بعد انتشار أمراض كثيرة لا يحاربها إلا الرياضة المنتظمة في شكل سلوك يومي.. فأمراض العظام خاصة تلك المتعلقة بالركبتين والعمود الفقري التي يتسبب بها زيادة الوزن لا يمكن علاجها إلا عبر نظام غذائي ورياضي متكامل يعمل على تصحيح الوضع الداخلي والخارجي للجسم بهدف تهيئة لاستقبال العلاج الفيزيائي والكيميائي معاً.. والمهم في الأمر أن ظهور مثل هذه الأمراض لن يكون شائعاً كما هو الحال اليوم إذا تم التعامل مع الجانب الرياضي كثقافة علمية وأدبية في نفس الوقت، فعلاوة على الفوائد الصحية للرياضة إلا أنها أيضاً تعمل على تغيير عادات غذائية وسلوكية سيئة مضيفة تلك اللمسة الراقية والحضارية لمنظمة عادات أخرى كثيرة يكتسبها الفرد من ثقافة اجتماعية شائعة، لكنها أيضاً شائكة.
لا ينبغي الاكتفاء بتلك الأنشطة الرياضية التي تشارك فيها الفتيات من فئات عمرية مختلفة كالطاولة والتنس والشطرنج وغيرها، بل يجب أن يتم افتتاح صالات رياضية في كل مدرسة للبنات، خاصة إذا علمنا أن 70% من النساء في مجتمعنا يعانين من السمنة ومشاكلها المفرطة، مع الاعتراف بشكوى الكثير من الأزواج من تلك الآثار السلبية التي تتركها السمنة على زوجاتهم.. الرياضة أداة كشط وصقل وتجميل للجسد والعقل معاً ووفق هذه الرؤية يجب أن تستوعب النساء أهمية الرياضة ودورها الفعال في إصلاح الكثير من تلك العيوب التي يعجز العطار عن إصلاحها!.
ألطاف الأهدل
الرياضة كثقافة!! 1294