;
عصام المطري
عصام المطري

من هنا نعلم..!! 1319

2014-12-14 18:36:29


إنبجاس الأحداث وانفجارها على هذا النحو يعطي مؤشراً واقعياً على هشاشة البناء النوعي في المجال السياسي والجانب الاجتماعي لقاء ركون المكونات والاجتماعية إلى الاهتمام بسفاسف الأمور, وانشغالها بالمهم عن الأهم, وإدراج التربية السوية للناشئة والشباب ومختلف الفئات العمرية في هامش اهتمامها, زد على ذلك تدليس الحاكم على المحكوم, وشخصنة الولاءات في مؤسسات وأجهزة الدولة في مجافاة البناء والعمل المؤسسي الراشد ما يدفع بسقوط تلك المؤسسات والأجهزة الحكومية عند مواجهة أبسط معضلة سياسية بفعل غياب البناء النوعي المؤسسي الراشد.

ولما كنت الحياة السياسية المضطربة مقدمة حتمية لانفجار الأوضاع على هذا النحو غير المسبوق فإن الثبات وعدم الجزع عاملان مساعدان على تجاوز المعضل والمشكل السياسي والاجتماعي ذلكم أنهما يمكنان من دراسة وتشخيص الواقع دراسة متأنية وتشخيص ملائم يفضيان إلى تحديد مصفوفة متكاملة من المعالجات السليمة, فمن هنا يجب أن نعلم أن حياتنا السياسية والاجتماعية ظلت مضطربة زهاء ثلاثة وثلاثين عاماً, فانبجس الوضع على هذا النحو مخلفاً خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات بفعل اندلاع الاحتراب في بعض المناطق بين الحركة الحوثية المعروفة بجماعة "أنصار الله" وسكان تلك المناطق من قبائل اليمن.

وفي خضم هذا الواقع المحزن تداعى الشعب بقواه السياسية والاجتماعية إلى تضميد الجراحات النازفة, ومحاولة السيطرة على الوضع كما انزلق اليمن برمته إلى أتون الاحتراب الطائفي والمذهبي, وليس أدل على ذلك من موقف التجمع اليمني للإصلاح وموقف جماعة وأنصار الله في الاتفاق المفاجئ بينهما على احتواء الحروب وإنهاء حالة التوتر والمواجهات المسلحة تقديراً منهما للسلم والشراكة الوطنية وخوفاً على المصلحة العليا للوطن التي تعرضت للانهيار بفعل التداعيات السلبية.

فنحن ومن خلال هذا المنبر الحر نبارك ذلك الاتفاق الثنائي الناجز الذي إن دل على شيء فإنما يدل على الحكمة اليمنية في العفو والتسامح ومقت الانتقام, أو الثأر بين الأخوة رفقاء اليوم وشركاء الغد الذين تجمعهم قواسم مشتركة فهما أصحاب عقيدة إسلامية واحدة متباينون في التوجه المذهبي بيد أنهم يجتمعون على أصول الاعتقاد والتشريع فكلاهما مسلم موحد, فإن كانت الخوالي من سابق الأيام أذكت فيهم التنافر المذهبي فإن قادم الأيام ستشرعن لحياة التقارب والتطابق في وجهات النظر فضلاً عن التطابق في التوجهات المذهبية فيما يتعلق بالأصول والشيء المعلوم من الدين بالضرورة.

ويملكني إحساس قوي بأن سحابة الصيف التي خيمت ردحاً من الزمن في سماء واقعنا السياسي والاجتماعي لا شيك في أنها إلى تبدد وانقشاع لينهمر المُزن على أرضنا الجدباء ليغسل الأفئدة والقلوب المسكونة بالتصحر الذي أوردت الأحقاد والضغائن وسوء والظن ودفع إلى المهاترات فالصراع فالاحتراب الجزئي, حيث ندعو الحكماء والعقلاء وأهل الحل والعقد في جماعة "أنصار الله" الحوثية, وفي التجمع اليمني للإصلاح إلى سرعة رعاية وتنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية, والدفع بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل في محيط استكمال ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية الموقعة, دعماً للتغيير الأمثل والانتقال السلمي الآمن للسلطة, وتجسيداً لبناء الدولة المدنية الاتحادية الديمقراطية الشماء.. دولة النظام والقانون والعمل المؤسسي.. دولة الحرية الشخصية المنضبطة بالشريعة الإسلامية على قاعدة "أنت حر ولكن لا تضر" صوب المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية..

فمن هنا يجب أن نعلم بأن المصلحة الوطنية العليا للبلاد تفرض علينا مقداراً من التعقل والتحلي بالحكمة، وتجسيد سياسة ضبط النفس، والتمتع بسياسة النفس الطويل إزاء كل ما يعتمل في الساحة من تداعيات ومسارات للواقع المظلم بفعل الأزمة السياسية الخانقة والمدوية التي جاءت كنتاج واقعي لغياب الدولة ومؤسساتها الخليق بها "أي الدولة" إن تمتنع أي تجاوز يقتصر على الدستور والقانون والأخلاق والأعراف السياسية الحميدة إلا أننا نقول إن ما يعتمل في الواقع اليمني من أزمة سياسية واجتماعية استعصت على الحل ما هو إلا عبارة عن إرهاصات وآلام لمخاض عسير فهناك في السماء ترتيب إلاهي محض لولادة الدولة المدنية التي كانت وما زالت هدفاً استراتيجياً لثورة الشباب الشعبية السلمية، والتي بُحت أصوات الشباب في الساحات تغنينا بها..

ومن هنا يجب أن نعلم أن الوفاق والتوافق وطرح الآلة العسكرية المدمرة من ضرورات السلم والشراكة الوطنية ذلكم أنه لا قيام للسلم ولا داعي للشراكة الوطنية في مناخات مكهربة وأجواء متوترة مجافية للوفاق والتوافق وداعمة للحل العسكري والمواجهات المسلحة على أننا على ثقة متناهية بأن القوى السياسية والاجتماعية ومن بينها جماعة "أنصار الله" الحوثية جميعها يكره الحرب ذات المصير السوادي المشؤوم إذ يجب علينا أن نتعظ بغيرنا كسورياً والعراق وليبيا ولبنان اللاتي مزقتهن الحروب والضارية الشرسة، فحينما يد لهم الخطف، ويسيطر الكرب علينا أن نجلأ إلى الله عز وجل مقدمين مصلحة الوطن والشعب على ما عدلها من مكاسب ومصالح سياسية وفئوية وجهوية باذلين التنازلات تلو التنازلات لبعضنا من أجل أن تبحر سفينة نوح: "سفينة الإنقاذ".

ومن هنا يجب أن نعلم أن الوطن يتسع للجميع ومسؤولية أبنائه هماً يقع على كاهلنا جميعاً، فلا إقصاء أو تهميش لأي طرف من الأطراف السياسية أو إجبار بعض الشخصيات الوطنية على الهجرة والرحيل تحق التهديد بالتصفية الجسدية، فجميعنا يمانيون وأخوة أخى بيننا الدين الإسلامي الحنيف الذي يحظى على التآخي والتحاب فيه قال النبي والرسول الأعظم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فيما يرويه عن ربه في الحديث القدسي: "المتحابون في جلالي لهم منا برٌ من نور يغطيهم النبيون والشهداء"، فنحن وعلى نباين المشارب السياسية والمذهبية الفكرية والثقافية إخوة يجب أن نُغفل فيما بيننا الحب في جلال الله عز وجل من أجل أن يحل السلم والسلام والأمن والأمان، حيث يجب أن نعمل للآخرة، فهذا الخليفة عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ يقول: "الدنيا تفنى والآخرة تبقى، فأثروا التي تبقى على التي تفنى".

وأخيراً وليس بآخر يتوجب علينا أن نشابك الأيادي، ونوحد القلوب والأفئدة ونحررها ـ أي القلوب والأفئدة ـ من الأحقاد والضغائن والحسد والبغض، ونترفع عن الصغائر ونصلح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر وإنما تحلق الدين كما أخبر بذلك النبي والرسول الأعظم الصادق المصدوق ـ صلى الله عليه وآله وصحبه وزوجاته وسلم، طلباً للسعادة في الدنيا والآخرة، وركضناً وراء ثواب المولى عز وجل تكريساً لوحدة الصف الوطني بتفويت الفرص على الأعداء الذين ينفخون في كير الفرقة والعداوة وإلى لقاءٍ يتجدد بكم والله المستعان على ما تصفون.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد