مكافحة الفساد وإزالة الفاسدين عمل وطني ومطلب شعبي وهدف ثوري لكن يجب أن يتم وقف الأسس والمعايير العادلة في اطار النظام والقانون ليس بالقوة والهيمنة, فالمنكر لا يمكن إزالته بالمنكر , من يقتحم البيوت ويصادر الأموال بحُجة مكافحة الفساد فهو يستحف بالعقول ويضحك علي الدقون ويمارس الإجرام بلباس ثوري ويفتح باب واسعة للفوضى والانتهازية .
من يريد أن يكافح الفساد عليه أولاً احترام سلطات الدولة والعمل على وتقويتها وتمكينها من ممارس مهامها ثم تفعيل دور الرقابة الشعبية المجتمعية من خلال الشراكة الحقيقية مع كل مكونات المجتمع والعمل على إيجاد الأدلة والوثائق التي تدين الفاسدين وتقديمها إلى الجهات القضائية التي يجب تقوم بدورها بكل مهنية بحيث تضمن لمدانين بقضايا فساد كامل حقوقهم في التقاضي.. قبل كل ذلك من يريد أن يكافح الفساد عليه الخروج من دائرة التمترس الحزبي والطائفي والتعامل مع كل الفاسدين بعين واحدة وعدم الاستهداف الشخصي
انتصــــــــــــــــــــارات وهمية
الانتصارات التي تحقق اليوم بقوة السلاح هي هزيمة سوف نتجرع مرارتها غداً , لان السلاح وسفك الدماء لا تصنع انتصارات حقيقية , إنما تصنع انتصارات وهمية سرعا ما تنتهي . الانتصار الحقيقي هو الذى يحقق بصدق الكلمة وقوة الإرادة والأخلاق الفاصلة والمبادئ السامية , الانتصار الحقيقي هو الذى تعلو فيه لغة الحب والتسامح وتنصر فيه سيادة النظام والقانون , عودوا إلى كتب التاريخ والسير وقرأوا كيف انتصرت الرسالات الخالدة والثورات العظيمة التي غيرت مسار العالم , اقروا سيرة معلم البشرية محمد عليه افضل الصلاة و السلام و أصحابه كيف انتصروا على قوى الشرك والظلم وأقاموا دولة العدل التي وصل عدلها إلى أقاصي الدنيا هل انتصروا بقوة السلاح أم بقوة الكلمة سمو المبادئ والقيم؟.. الثورة بمفهومها البسط هي أمر بمعروف ونهي عن منكر وعندما تتجرد من الأخلاق والقيم تحول إلى فوضي وعبث , واهم قيمة من قيمها هي تحلى بروح التسامح والابتعاد عن سياسية الانتقام و التشفي, من يمارس الانتقام والتشفي يزعم انه ينتصر للثورة فهو كاذب لان الثورة ليس ثأر, الثورة حب وتسامح تهدف إلى الإصلاح والبناء..
الانتـــــــــــــــــــــــــــــــقائية
الانتقائية في مكافحة الفساد فساد واتهام أناس بالفساد نتيجة لمواقفهم السياسية بدون أدلة بهتان ومصادر أموال أناس واقتحام بيوتهم بدون محاكمة عادلة جريمة.. القضية العادلة لا يمكن أن تنتصر إلا بوسائل عادلة , والثورة اذا تخلت عن الأخلاق تحول ثار ,والتزييف الإعلامي وقلب الحقائق لابد أن يفتضح والقوة لا يمكن أن تستمر لان الأيام دول ..
التنــــــــــــــــــــــــــــمية المحلية
في الأسبوع الماضي قمت بزيارة إلى مديريتي الوازعية وذباب بمحافظة تعز وقد لحظت خلال مروى بالقرى والعزل مدى التدني والحرمان الذي تعانى منه هذا المناطق من الخدمات الأساسية. فالخدمات التعليمية شبه معدومة وان وجدت في بعض القري فليس بالشكل المطلوب , والخدمات الطبية غير متوفرة والكثير من الأسر لايزالون يعيشون في العشش .
في احدى القري التي وصلنا إليها بهدف البحث عن فتاة متعلمة تحمل الشهادة الأساسية من اجل اختيارها لتدربيها كمطوعة مجتمعية في التثقيف الصحي فلم نجد فالفتيات لم يلتحقن بالمدرسة من تمكنت من الوصول إليها انقطعت في الصف الخامس أو السادس ..
البلاد بحاحة إلى تنمية محلية حقيقية توفير الخدمات الأساسية للموطنين في الأرياف على الحكومة الحالية والحكومات المقبلة عمل خطط استراتيجية حقيقية تهدف إلى تنمية المناطق الريفية بالأليات جديدة بعيدة عن هيمنة المنفذين أصحاب المصالح ..
لاشك أن تنفيذ الخطط التنموية بحاجة إلى استقرار سياسي , والاستقرار السياسي لا يمكن أن يتحقق إلا اذا وعى الساسة وقادة الأحزاب والمكونات السياسية وقدمت مصلحة الوطن على المصالح الحزبية الشخصية .
في صعدة
حدثنني احد الزملاء العاملين في محال التثقيف الصحي والتوعية الصحية فقال: ذهبنا فريق مكون من ثمانية أشخاص إلى محافظة صعدة ومعنا مذكرة موقعة من وزير الصحة بهدف إقامة دورة تدريبة لمدربين للمتطوعات في مجال التغذية التثقيف الصحي, عملنا كل التنسيقات اللازمة مع الجهات مكتب الصحة هناك, عندما شرعنا بإقامة الدورة جاء مسلحون تابعون لانصار الله ( الحوثيين) ومنعونا من إقامتها بحجة عدم اخذ ترخيص من مكتب السيد وعندما أعطيناهم مذكرة وزارة الصحة رفضوا واصروا على ترخيص مكتب السيد ,لأننا لم نتمكن من الحصول على ترخيص من السيد اضطرنا إلى العودة إلى صنعاء وعدم إقامة الدورة..
تيسير السامعى
مكافحة الفساد 1243