غنّى "السنيدار" لمحبوبه قائلاً:
"حبُّوب حبُّوب لا تغضب
ما بش لهذا الغضب داعي"
ويطالب بتوضيح الأسباب قائلاً:
"إن كان لهذا الغضب أسباب
فارجوك تشرح لي أسبابه
أما التجني ماله باب
من غير سبب فاغلق أبوابه"
فكثير من الأحباب والأصحاب يغضبون دون أن نعرف الداعي وهذا من باب التجني المرفوض شرعاً و عرفاً إلا عند الشاعر نزار قباني لقائل:
اغضب كما تشاءُ
فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي
نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا..
إغضبْ!
فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ
إغضب!
فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ..
و بلا شك أن غضب المحبوب ليس مزعجاً اذا كان سببه الغيرة لان الغيرة من علامات الحب..
وبين "السنيدار وقباني" يقف الشاعر "فاروق جويدة" مخاطباً الشعوب العربية التي تغضب لكل الأمور التافهة وتغضب من دون داعٍ ويقتلها الحُلم اذا كثرت الدواعي و لا تغضب أبداً مهما اُنتهكت المحارم , فحق عليها قول القائل" من استُغضب فلم يغضب فهو حمار"..
يقول جودة:
إغضب
فإن الله لا يرضى الهوان لأمةٍ
كانت - وربُ الناسِ- خير العالمين
إغضب
فإن الله لم يخلق شعوباً تستكين.
ولا أنسى أبداً كلمات الشيخ خالد الراشد في محاضرته عن تسونامي وهو يقول" الله رحيم ولكنهم أغضبوه".. قال تعالى "فلمّا أسفونا انتقمنا منهم" أي لما أغضبونا.. فإياك أن تُغضب الجبار.. ويبقى الكلام الفصل في الغضب للذي لا ينطق عن الهوى, للذي لم يغضب لنفسه قط؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني قال: " لا تَغْضَبْ, فردّد مِراراً، قال: " لا تَغْضَبْ ))..
لا تغضب.. فقد نغضب من اجل زيادة في أجرة الباص فنقتل نفساً بريئة أو من اجل غصن قات أو من اجل مباراة أو من اجل حزب أو من اجل تأخر الطعام أو من اجل زيادة في ملح الطعام أو من اجل مشادة بين الأطفال, فتحدث كوارث.
لا تغضب فيقرح لك "عرق".. لا تغضب فالغضب قد يقودك إلى القتل أو الانتحار أو تشريد أسرة بالطلاق أو فك ارتباط شراكة أو قول ما تندم عليه طول العمر.. والأهم من ذلك: إياك أن تتخذ قراراً وأنت غاضب..
"خليك ريلاكس"
يقول الدكتور النابلسي "وقد يسأل سائل كيف لا أغضب، والغضب شعور نفسي وليس إرادياً، إذاً معنى الحديث ابتعد عن أسباب الغضب".
يقول عمرو بن العاص- رضي الله عنه- عندما سأله سيدنا معاوية: يا عمرو ما بلغ من دهائك؟. يقول عمرو: والله ما دخلت مدخلاً إلا أحسنت الخروج منه. فقال له: لست بداهية. قال له: أما أنا والله ما دخلت مدخلاً أحتاج أن أخرج منه".
ومن أسباب الغضب ما ذكره الشاعر أحمد عبدربه العواضي:
"لا تسمع الواشي الكذاب،، كل الوشايات كذابه
فابتعد عن أسباب الغضب وعن كل ما يثير غضبك تسلم"
ودعوني أذكركم أن من علامات الإيمان السكينة والاطمئنان.. وقبل الختام نصيحة:
لا تجرج القلب لا تغـضب ** ما فيش لهذا لغضب داعي
حاسب أنا اخشى عليك تحنب ** ولي رجاء فيك تكون واعي..
أحلام القبيلي
حبوب لا تغضب... 5591