يحاصرنا الموت من جميع الجهات ونرى الناس يتساقطون من حولنا بالعشرات بل بالمئات من أحبابنا وأقربائنا وأصدقائنا ومعارفنا، أصبح الموت أمراً عادياً, فلان مات " الله يرحمه" ليس لقوة الإيمان في قلوبنا أو لعلمنا أن الموت حق على كل نفس بل هي الغفلة والقسوة وحب الدنيا قيل إن رجلاً ذهب إلى أحد العلماء ليعظه فسأله العالم هل مات أبوك قال الرجل: نعم..
قال له العالم: إذهب فلا واعظ لك فلم يعد الناس يتعظون بالموت وهل تصدقون أن هناك من يسرق جثة؟
نعم جثة, جثة رجل توفي في حادث مروري وكان يحمل في جيبه مبلغاً كبيراً من المال أخذه لشراء ذهب لابنته العروس ولكن أحد الذين تجمهروا حول الحادث سرق المبلغ؟؟؟
بيحاصرنا الموت من جميع الجهات، موت حسي وموت معنوي..
وقد أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ" أنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مَوَتَانٌ شَدِيدٌ و الموتان هو: لفظ مبالغة من الموت أي يقع موت كثير جداً.
قال الرسول : ((لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج)). قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: ((القتلُ، القتلُ)).
ماتت قلوب الناس.. ماتت بنا النخوة، لأننا نسينا أن العرب إخوة.. ماتت قلوب الناس ولم يوقظها ربيع الشعوب ولا خريف الطغاة، لم تعد تؤثر فينا مناظر الدماء والأشلاء.. ماتت قلوب الناس ماتت بنا الرحمة.. ماتت مكارم الأخلاق, ماتت الأحاسيس والمشاعر ماتت القيم.. ماتت الكرامة.
ولله در القائل:
مررتُ على المروءةِ وهي تبكي فقلـتُ علام تنتحب الفتاةُ؟
فقالت كيف لا أبــكي وأهلي جمـيعاً دون خلق اللهِ ماتوا.
والأسوأ من هذا كله موت الضمير وعندما يموت الضمير تموت كل الأشياء الجميلة وتموت الإنسانية ويتحول الإنسان إلى وحش فترى من يقتل القتيل ويمشي في جنازته وتجد الظالم ينام قرير العين والمجرم يظن أنه قد أحسن عملاً.
دعاء:
اللهم احي قلوبنا بالإيمان.
اللهم إني أسالك ميتة حسنة تحيي بها قلوب الغافلين وتثبت بها قلوب المتقين
أحلام القبيلي
ماتت قلوب الناس 9988