إن كثيراً من النخب العربية وعدداً من القوى التي تدثر بالدين تريد أن تعلي منهجها وهويتها الدينية فوق هويتها الوطنية والقومية.
لقد وصلنا الآن إلى مفترق طرق ومعركة مصيرية ومفصلية قد تنتهي بما تبقى من المشروع القومي الذي تصنفه الدولة الغربية أكبر خطراً على تواجد نفوذها بالوطن العربي، حيث تخاض الآن حرب شرسة وطاحنة لتصفية وإزالة ما تبقي من جيوب المشروع القومي العربي.
إن هذا الفرز التنظيمي والنتوءات السياسية المؤدلجة دينياً والمنظمات المجتمعية التي تنشأ على أسس مذهبية وطائفية وعرقية، يكشف أن المستهدف من هذا المشروع الخطير، هو الفكر وتنظيماتها السياسية ومؤسساتها المجتمعية على أسس مذهبية وطائفية وعرقية، وبما يكشف بان المستهدف من هذا المشروع الخطيرأيضاً، هو هوية القومية العربية.
ولعل أصحاب النفوذ يتلاعبون بمقدرات الأوطان وعواطف الشعوب ومستقبلها بل ويتجرؤون بالعبث بالدين طالما هناك مصلحة لتسيير الشرع وفق هواهم.
الآن الخطر يلوح بالأفق في اليمن والعراق وسوريا, حيث تضعنا قوى التآمر أمام عملية تقسيم حقيقية للجغرافيا إلى دويلات على أساس مناطقي وطائفي ومذهبي وعرقي. إنها تدشن فوضى التناحر والصراع، وتفعل فعلها في تدمير المجتمعات، وبما يلغي الهوية القومية.
إيمان سهيل
اغتيال الهوية القومية 1257