كثر الطرح، في الآونة الخيرة، أن حزب التجمع اليمني للإصلاح يُغلِّب التكتيك على الاستراتيجية في العمل السياسي. وهذا الطرح لا يمكن اعتباره من المسلمات، من دون العودة إلى منطلقات الفكر السياسي للحزب، والتي يستند إليها في تحركاته ومواقفه السياسية، وللتعرف على مفردات الفكر السياسي لديه.
حسم الإصلاح مبكراً قضايا عديدة متعلقة بالفكر السياسي، وقدَّم رؤية واضحة وشاملة لمفردات الفكر السياسي، الشريعة الإسلامية في إطارها السياسي/ الحرية والشورى والديمقراطية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومفهوم السلطة السياسية والدولة، ومفهوم الحزبية والتعددية السياسية والانتخابات، وعلاقة الحاكم بالمحكوم، وغيرها من مفردات الفكر السياسي التي لا يتسع المجال لذكرها.
ولنناقش تقييم تجربة الإصلاح السياسية بين الفكر والممارسة، لا بد من الإشارة إلى أمرين: ـ الأول أن خارطة الأفكار بالنسبة للتجمع اليمني للإصلاح أخذت في الاعتبار طبيعة الأوضاع والتطورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية للمجتمع اليمني، والعمل على التغيير المتدرِّج، كما أن الاصلاح يعمل في وسط غير مكتمل، فمن الطبيعي أن يكون الأداء غير مكتمل، وخاضعاً للنقد والتقويم.
ـ الأمر الثاني أن خارطة الأفكار لدى الإصلاح تتَّسم بالشمول، وله من اسمه نصيب، وعملية الإصلاح تشمل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدعوية والفكرية والتعليمية والثقافية ...إلخ، وهذا يتطلب جهوداً مضاعفة.
يمكن القول إنه لا غبار على المنطلقات والمبادئ والإطار الفكري السياسي للتجمع اليمني للإصلاح بمفرداته كافة، والتي تضمنها برنامجه السياسي، وما يميزه أنه ينطلق، في الميدان السياسي، لا يتحدث عن هذه المفردات في إطار عَقَدي أو أيديولوجي، ولكن، في إطارها المدني.
أحمد الضحياني
الإصلاح يحتاج أفقاً سياسياً جديداً 1211