تتوالى أحداث الصراع السياسي، الطائفي على مدار الساعة ولا نلحظ تحركاً وطنياً واحداً يصب في خانة الوطن دون الالتفاف على قضاياه التاريخية أو المعاصرة فمن أراد أن يكون طرفاً معارضاً للحوثية وضع شروطاً سرية وعلنية تحفظ له حقوقه بعد أن تحين لحظة اقتسام الإرث السياسي والحزبي الذي تتركه مثل هذه الأزمات في أي وطن، ومن اختار أن يكون محايداً لم تخلُ أجنته السياسية من بعض المطالب والفرص كثمن لسكوته عن الحق وارتدائه لثوب الشيطان راضياً لا مرغماً، ومن وصل من الناس حد التطرف وأرتأ أن يكون موالياً لأهل الخراب والعنف والفوضى فقد قبض الثمن في ساعته وحينه دون وجود أقوال أخرى!.. نعم نسمع عن مبادرات ودعوة إلى اتفاقيات، لكننا لم نلحظ هبة شعبية تقوم قائمتها ولا تقعد إلا بخروج آخر حوثي من صنعاء إلى صعدة وبلا عودة!.. نعم نحن بحاجة إلى هبة مشائخية، قبلية، فقد أثبتت التجارب السياسية في الوطن أن صوت القبيلة فوق صوت القانون، لكنه مع إرادة الشعب.
فأين هم أهل الحكمة الذين اعتدنا وقوفهم وارتفاع هاماتهم أمام هكذا أزمات يشعلها ضعفاء النفوس ويأبى الله إلا أن يطفئها ولو كره الكافرون نريد أن يقف أهل الإيمان والحكمة ذلك الموقف الطاهر النقي الذي يقفونه كلما أهتز عرش الوطن أو انحنت راياته، لا نريد أن يكون صوت السلاح هو الصوت الوحيد الذي نسمعه في لغة التخاطب مع هؤلاء الحفنة المقتدية بالشيطان، بل نريد أن يسمع كل من وطأت قدمه أرض السعيدة صوت الحق والعدل والإنصاف. إن هذا الصمت الذي يخيم على أرجاء الوطن يدفعنا إلى فرض حداد على أحلامنا وطموحاتنا الرامية إلى نشر الخير والفضيلة والحب والوئام بين كل الناس أياً كانت طوائفهم وانتماءاتهم العقائدية.
إن من يبدأ بمثل هذه العبثية لا يستحق أن يكون طرفاً لاتفاق مستهلك بدأ منذ سنوات ولم يضع بعده الناس أسلحتهم عن ظهورهم.. لا جديد ستحمله أي اتفاقية سلم مع هؤلاء، فمثلهم يجب أن يُعاقب ويوضع على محك المسؤولية الوطنية، ويُحاكم كما يحاكم الخونة واللصوص وقاطعو الطريق.. فعن أي اتفاقية نتحدث وقائمة الشروط التعسفية تمتد طولاً وعرضاً حتى لم نعد نُحصي ما يمكن إحصاؤه منها، عن أي وطن يتحدث هؤلاء وهم يمزقون كل معاني الوطنية ويدوسونها تحت أقدامهم؟ أين يمكن أن نجد الوطن بعد أن نغرق في حمام الدم ونتشبث بأشلاء البشر؟!!.
ألطاف الأهدل
أين ذهب أهل الحكمة؟ 1440